رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

هذه الواقعة وصلتنى عبر البريد الإلكترونى، صاحب الرسالة شارف على السبعين من عمره، من إحدى محافظات الصعيد، جرت له هذه الحادثة فى شبابه، يريد أن يعرف حكم الشرع فيها، الواقعة باختصار: عندما كان بالمرحلة الثانوية، زار أحد أقاربه فى بلدة غير بلدته، تركوه صباحًا مع الشغالة، وضاجعها مرتين على يومين، كانت أرملة أو مطلقة لا يتذكر، بعد سنوات عرف بوفاة الشغالة، ماتت عند وضعها، وضعت طفل، صاحب الرسالة تذكر ساعتها أنها ضحكت وقالت له: إنها ستحبل منه، الشغالة كانت من إحدى القرى، وبعد فترة، شاهد صاحب الرسالة الطفل، كان عمره حوالى 4 أو 5 سنوات، وكان يشبهه. وكان صاحب الرسالة مازال طالبًا فى الجامعة، بعد ذلك انقطعت صلته تمامًا بالواقعة وتفاصيلها وجغرافيتها، تخرج، والتحق بوظيفة، وتزوج، وأنجب، منذ سنوات بدأ يتذكر الواقعة، ويتشكك: هل أنجب بالفعل من هذه المرأة؟، هل الطفل الذى شاهده وكانت يحمل ملامحه هو بالفعل ابنه؟، ما هو الحل؟، وكيف سيقابل الله عز وجل؟

مرت على هذه الواقعة أكثر من أربعين سنة، ولم يتبقَ منها سوى الأسئلة، صاحب الرسالة لا يعرف مصير الطفل، ولا يقدر على السؤال عنه، ولا حتى كشف تفاصيل الواقعة، ويبرر موقفه بـ: إنها ربما ضاجعت غيرى مثلما فعلت معى، وربما يغفر له الله لأنه كان صبيًا فى المرحلة الثانوية.

فضيلة المفتى

ما هو حكم الشرع؟، وما موقف صاحب الرسالة؟، وما هو المفترض أن يفعله بعد هذه السنوات دون أن يعود إلى الماضى؟، صاحب الرسالة استحلفنى ألا أذكر اسمه أو بلدته، فقط يريد أن يقف على حكم الشرع؟، مع العلم بأن الطفل لم يعد طفلًا، بل أصبح رجلًا اليوم، وعمره قد تجاوز الأربعين سنة، ومن الصعب الوصول إليه، وحسب أسئلة صاحب الرسالة وحتى لو تم التوصل إليه، كيف يثق بأنه ابنه؟، وفرضًا: تأكدت أنه ابنى بالفعل هل أفتح الماضى وأكشف عما جرى؟، كيف أواجه أسرتى؟، وكيف أتعامل مع الطفل الرجل الذى أصبح فى الأربعينيات من عمره؟، ما يؤلمنى أننى عاجلًا أو أجلًا سوف أقابل الله عز وجل، ولا أعرف ما الذى أقوله عن هذه الواقعة؟، كيف أواجهه سبحانه وتعالى وأنا أحملها على ظهرى؟، وكيف أبرر للطفل موقفى عندما يسألنى أمام الله: لماذا تركتنى وتجاهلتنى؟، لماذا لم تبحث عنى وتنسبنى إليك؟، لماذا تركتنى إلى الشارع وسخرية الناس منى ومن والدتى؟، هل سيسامحنى؟، هل الله عز وجل سيغفر لى؟

[email protected]