رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العالم أجمع تحت سيطرة احتلال من نوع خاص، هو احتلال الإعلام الأمريكى، الذى يعد بمثابة الأداة الفعلية لاختراق العالم واحتلاله، والسيطرة عليه دون تحريك جندى أمريكى واحد، فمن المعروف أنه تنتشر فى الولايات ألفا وستمائة وخمسة وأربعين شبكة بث تليفزيونى وحوالى ثلاثة عشر ألف محطة إذاعية، وتعتبر الشبكات الأمريكية CNN وABC و CBSوNBC من أشهر شبكات البث التليفزيونى فى العالم أجمع.

وتأتى أهمية شبكات التليفزيون الأمريكية من حقيقة مفادها أن المواطن الأمريكى يستقى ثقافته اليومية من خلال وسائل الإعلام، ويحتل التليفزيون المرتبة الأولى فيها من حيث اعتماد الأمريكى عليه كوسيلة للحصول على معلوماته اليومية. وتقدر مراكز الأبحاث أن المواطن هناك يشاهد التليفزيون لمدد تتراوح بين ثلاث وسبع ساعات يوميًا، لتأتى فى المرتبة التالية السينما والإذاعة والصحف والكتب الأكثر مبيعًا ورغم هذا السيل الإعلامى والتليفزيونى الذى يتعرض له المواطن الأمريكى. وضحالة المتابعة السياسية لدى المواطن الأمريكى ترجع إلى اكتفائه برؤية العالم عبر إعلامه القومى وحده، بوسائله الخاضعة لمفهوم السوق والأرباح، واعتبارها ما تبثه الجهات الرسمية من حملات مضللة كحقائق مطلقة، إلى جانب ميول كبار المراسلين إلى الإثارة والتلفيق فى كتابة تقاريرهم الإخبارية.وتغيرت هياكل المؤسسات الإعلامية الأمريكية تغيرًا جذريًا خلال ربع قرن، وعلى وجه التحديد فى العقد الأخير. فاندمجت عشرات بل مئات من الصحف وشبكات الإذاعة والتليفزيون الصغيرة فى مؤسسات إعلامية عملاقة من مؤسسات متعدية الجنسية قد لا يزيد عددها علي عشر شركات عملاقة تضم اليوم أبرز 300 مؤسسة صحفية كبرى فى العالم أصبحت تشمل شبكات التليفزيون الرئيسية، وأهم المحطات الإذاعية، وقنوات الكوابل التليفزيونية، وستوديوهات الأفلام السينمائية، ومعظم دور نشر الكتب والمجلات.

وأصبحت هذه المؤسسات تمثل إمبراطوريات إعلامية ضخمة، تسيطر على صناعة الصحافة والنشر والسينما والفيديو والكاسيت؛ وكلها فروع إعلامية تخدِّم على بعضها البعض، وتخضع لرؤوس أموال عاتية النفوذ والتأثير. ومن هذه الشركات شبكة فوكس، التى يملكها اليهودى روبرت ميردوخ، وشركة كلير تشانل كومنيكاشين، وهى شركة إعلام أمريكية عملاقة تملك بدورها العديد من وسائل الإعلام المرئى والمسموع، وتعتبر محطة كلير من أبرزها، هذا إلى جانب شبكات الـ«إن بى سى» أو«أيه بى سى» أو «سى بى سى»، وصحيفة «نيويورك تايمز» و«يو أس تودى» وغيرها.

ويبدو أن تشابك المصالح بين السلطة التنفيذية وكبار رجال الأعمال والشخصيات المتنفذة فى المجتمع من ناحية وبين ما يمكن أن تجنيه الصحيفة أو شبكة التليفزيون من مكاسب من ناحية أخرى يؤدى إلى مساومة على أولوية الخبر الصحفى ومدى أهميته بالنسبة للرأى العام ومصالح الأغلبية فى أمريكا، مما يفقد صحافة الخبر وفنون «التحقيق فى العمق» مواقعها المتقدمة، كما يُفقد العاملين فى الصحافة حرية التعبير المفترض أن ينعموا بها.

وتعجب البعض سابقًا من أن قيام موقع صحيفة فى مكانة وشهرة «نيويورك تايمز» New York Times الأمريكية بنشر تسريبات إعلامية مفبركة تستهدف الدولة المصرية،، بغية إثارة القلاقل والنيْل من مرحلة الاستقرار والبناء الذى وصلت إليه الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو 2013، وكأن الصحيفة أصبحت ذراعًا إعلامية لجماعة «الإخوان» الإرهابية. والحقيقة أن دور هذه الصحيفة المشبوه بدأ عقب ثورة 30 يونيو وإزاحة الشعب المصرى لجماعة «الإخوان» عن حكم مصر، وهو ما لم يُرض الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت مصالحها تتفق مع استمرار نظام حكم «الإخوان».

وهناك كتاب بعنوان «الإعلام الغربى وقضايا العالم الإسلامى: الصحافة الإلكترونية الأمريكية نموذجًا» للدكتور أيمن بريك يؤكد فيه سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على صناعة الإعلام فى العالم عن طريق عدد من الشركات متعددة الجنسيات، وسيطرة اللوبى الصهيونى على هذه الشركات الأمر الذى كان له بالغ الأثر على صورة العالم الإسلامى فى الإعلام الأمريكى وآليات عرض قضاياه، بخاصة أن العالم الإسلامى أصبح فى بؤرة العالم الإسلامى لما شهده خلال السنوات الماضية العديد من الأحداث والتطورات على المستويين الداخلى والخارجى.

ومع توالى التطورات والأحداث فى العالم الإسلامى، والتى كانت الولايات المتحدة طرفًا فاعلاً فيها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لعبت الصحافة الإلكترونية الأمريكية، مع غيرها من وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى، دورًا رئيسيًا فى تغطية شئون العالم الإسلامى وقضاياه، وتقديمها ليس فقط للجمهور أو صانعى القرار فى الولايات المتحدة، ولكن لجميع المهتمين والمتابعين حول العالم مستفيدة فى ذلك من سقوط الحواجز الزمانية والمكانية أمام التطورات الهائلة والمذهلة التى شهدتها تكنولوجيا الاتصال خلال السنوات القليلة الماضية؛ والتى كان لها آثارها الكبيرة على صناعة الإعلام وبخاصة فيما يتعلق بظهور صحافة الإنترنت وانتشارها فى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير؛ وتفوقها على وسائل الإعلام التقليدية بخاصة بين فئة الشباب، وذلك كما أثبتت العديد من الدراسات الأمريكية، مما جعل منها وسيلة إعلامية مؤثرة فى الرأى العام الأمريكى. وللأسف أن حجم التحيز والتضليل الإعلامى ضد العالم الإسلامى وقضاياه فى الإعلام الأمريكى بشكل عام والمنصات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت بشكل خاص سيئة للغاية.