عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

حديثى اليوم عن المصريين فى توادهم وتراحمهم، وحلم الرئيس السيسى للمصريين بأن يصبحوا جسدًا واحداً، خلف علم واحد، يرددون نشيدًا واحداً، يؤكدون من خلاله أن مصر أم البلاد وهى الغاية والمراد.

المغنى حياة الروح، والتكافل والتعاون فى السراء والضراء فيه حياة الإنسان، والواقع يقول إن مصر فيها حاجات حلوة.. شوف ضباط الشرطة الذين كان المرء يفر من وجوههم، تحولوا إلى ملائكة للرحمة وفعل الخير.. ضابط يدفع إيجار شقة رجل أو سيدة مسنة ويعطيه مبلغا من جيبه يعينه على علات الزمن، وآخر يدفع ديون إحدى الغارمات ويشترى لها بعض السلع، وضابط يتبرع بدمه لمصاب.. ومديريات الأمن فى المحافظات تتسابق فى تنفيذ توجيهات وزير الداخلية فى توفير السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة.

ومن الشرطة إلى الشعب، فى سوهاج يقف صاحب مطعم شعبى يوزع الوجبات مجانًا على الفقراء وأبناء السبيل.

الرجل اكتشف أن بعض المارة ينظرون إلى الأكل ونفسهم فى وجبة، ولكن العين بصيرة والإيد قصيرة، لا يملكون ثمن وجبة فول وطعمية. صاحب المطعم الشاب قال قررت أتاجر مع الله، ومن لا يملك ثمن الأكل يحصل على ما يحتاجه مجاناً، وهو يبتسم فى وجه الفقير الذى لا يدفع مليما، مثلما يستقبل القادر الذى يدفع قيمة الوجبة، مشروع الرجل الصعيدى موجود فى معظم المدن بالمحافظات، أكل مجانًا فى العديد من المطاعم، وبعض المخابز توزع العيش مجانًا فى أوقات معينة، المصريون رحماء بينهم أشداء على الإرهابيين، فى قنا اتخذ أبناء المحافظة عدة إجراءات لتقويض ظاهرة الثأر، سيدة من فرشوط شكلت لجنة مصالحات تمكنت خلالها من حقن بحور الدماء التى سالت فى الصعيد عن طريق التصالح بعد أن فقدت ابنها الشاب فى حادث ثأر. وسيدة أخرى اقترحت منح وسام للذى يتنازل عن الثأر. الصعايدة أصبحوا أكثر تسامحاً، وبردت نار الثأر، الذى كان لا يسقط بالتقادم، حاليًا يتم دفع الدية، أو تقديم الكفن وسط لقاء يحضره قيادات المحافظة من جهاز تنفيذى وأمنى وأعضاء لجنة المصالحات.

الناس أصبحت أكثر تسامحاً، ليس مع المطالبين بالثأر، وأصبح التسامح سابقا على الشجار الذى كان يؤدى إلى العنف والقتل.

وقرأت عن شاب عثر على حقيبة بها مجوهرات ومبالغ مالية كبيرة.. ولم يقل ياقوت ومرجان، ويعتبرها ثروة هبطت عليه من السماء، ولكن قرر الشاب البحث عن صاحب الأموال والمجوهرات. كان يذهب إلى المساجد، ويخبر أهل المنطقة من خلال الميكروفون بأنه عثر على «أمانة» ومن يدلى بأوصافها سيردها إليه، وصل بعد أيام إلى صاحب المبلغ والذهب وسلمه له، ورفض الحصول على مكافأة، وعلم أن المبلغ كان سيقدمه صاحبه للمستشفى الذى تعالج فيه زوجته، وأن الذهب كان سيبيعه لاستكمال المبلغ المطلوب لإجراء عملية خطيرة لها.

الشهامة عند المصريين حدث ولا حرج، هناك شباب فقدوا حياتهم من أجل أن يعيش الآخرون، وهناك مصريون ينفقون فى السراء والضراء، يجاملون فى الأفراح، والأتراح ويدرؤن الأخطار التى تهدد جيرانهم.

المصريون يحملون جينات الكبرياء والعزة والضمير والوطنية، فالناس تظهر وقت الشدة، وهناك البعض لا يوجد رجاء منهم، هؤلاء قلة مرضى ندعو لهم بالشفاء، نحن نتحدث عن العلامات البيضاء، والسوداء لسنا فى حاجة إليها، المصريون مع الوطن ضد أعدائه، ومع قواتهم المسلحة وشرطتهم ضد الإرهاب، ومع رئيسهم فى كل الخطوات التى يتخذها لبناء الوطن، الذى يفعل شيئًا من أفعال الخير فهو خير للوطن، لا يخون وطنه مهما كان العمل بسيطاً، يكفى أنه فعال للخير ويقوم بدور تكافلى تحتاجه الدولة، الإنسان الصالح هو الذى يفعل الخير، والصالح يقف مع كل قضايا وطنه.

لا تحدث إرهابيا عن الوطنية، لأنه فاقدها ولا يملك حتى روحه لأنه باعها لمن دفع له الدولارات مقابل ارتدائه الحزام الناسف الذى يفجر به نفسه فى الأبرياء.

وإذا تحدثت مع فاعل الخير عن الوطن يفيض لك حبًا وحناناً، لأنه يعرف قيمة الأرض وقيمة الإنسانية.. مصر فيها ملايين الحاجات الحلوة بلدنا بخير.