الناصية
إطلاق القمر الصناعى المصرى «طيبة - 1»، حدث ليس عادياً، ولا يجب أن يمر هكذا دون التوقف عنده.. لأنه خطوة سبقته خطوات، وستأتى بعدها عشرات القفزات.. ولكن أولا لا بد أن نعرف أنه يختلف عن القمر الصناعى «نايل سات1 و2» كما تصور البعض، وكما يحلو للبعض إهدار قيمة ما يتحقق على أرض الواقع!
ووجه الاختلاف بينهما أن نايل سات خاص بالبث التليفزيونى، أما القمر طيبة 1 فهو لتغطية مصر بالكامل بالإنترنت والاتصالات.. وتحت عبارة الأنترنت والاتصالات يمكن ادراج أكثر من 10 أهداف حيوية سيحققها هذا القمر.. ولكن، قبل تعدد فوائد هذا القمر، نذكر بالخطوة التى سبقته بإنشاء وكالة الفضاء المصرية كهيئة عامة اقتصادية تتبع رئيس الجمهورية، وتتمتع بالاستقلال الفنى والمالى والإدارى، وتهدف إلى استحداث ونقل علوم وتكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضى المصرية بما يخدم استراتيجية الدولة فى مجالات التنمية، وتحقيق الأمن القومي!
والقمر الصناعى المصرى «طيبة - 1» هو الوليد الأول لهذه الهيئة، ورغم عدم إطلاقه من الأراضى المصرية ولكنه، ولأول مرة، فإن الدولة المصرية هى التى ستقوم بعملية التحكم فى القمر الصناعى، وليست هيئة أخرى فى دولة أخرى، وفى ذلك كان قد اوضح الدكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن هذا القمر لن يجعل مصر مضطرة الى أن تلجأ لاستخدام قناة فى قمر أجنبى لتحقيق الاتصالات ولكن ستقوم باستخدام القناة الخاصة بقمر طيبة 1، والذى يساعد أيضاً على تأمين القناة فى جميع الأحوال بعيداً عن أى عطل أو انقطاع للقناة، كما يقوم على تأمين سرية المعلومات والتى يتم تداولها خلال القناة التى تتبع القمر المصري!
أما فوائد « طيبة -1» فبالإضافة الى الأمن القومى، فإنه سيقوم بتغطية مصر بالكامل وكذلك بعض الدول العربية المحيطة وبعض الدول الإفريقية ومنها الدول الواقعة فى حوض النيل، وذلك سيساعد مصر من تحقيق مزيد من الانفتاح على الدول الإفريقية وذلك عن طريق تقديم خدمة الاتصالات والانترنت لتلك الدول.. أما بالنسبة للداخل فإنه سيخدم بشكل مباشر استراتيجية مصر فى كل مجالات التنمية بداية من خطة تطوير التعليم، والتعليم عن البعد، ونشر وتغطية مشروع التأمين الصحى على مصر كلها، وتوفير خدمة الانترنت فى المناطق النائية، وكذلك البنوك وفى التبادل التجارى ومختلف العمليات الاقتصادية، وخدمة شركات البترول.. والأهم هو أن القمر المصرى الجديد سيقوم بتأمين الاتصالات للسفن العابرة لقناة السويس، فيعد إضافة جيدة لنشاط حركة الملاحة فى القناة!
أما بالنسبة للقفزات التى سيحققها هذا القمر «طيبة 1»، هى، وعلى عهدة الدكتور القوصى، أنه بداية لسلسلة من الأقمار، حيث سيوجد برنامج اسمه طيبة سات.. لأن عمر القمر طيبة 1 هو 15 عاما، وسيتم خلال تلك الأعوام الـ 15 تجهيز القمر التالى للاتصالات وذلك لتأمين وجود دائم لأقمار اتصالات فضائية فى مصر!