عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فاجأنى صديق أريب له من الخبث السياسى نصيب، بسؤال فى المنهج، لماذا تكتب فى جورنال اليمين وأنت على اليسار؟

السؤال يغنى عن الجواب، ما يخصنى شخصيًا، كاتب مصرى محتشد وطنيا، يعشق أغلى اسم فى الوجود، لأنها أصل الوجود، لا أملك سوى قليل من الأفكار، أعبر عنها فى هامش متاح، وأتنفس بشكل طبيعي، وأكتب فيض الخاطر، وما أستبطنه من أفكار، بمعنى لست يساريا متمركسا، ولا يمنيا محافظا، ولا وسطيا موالسا، فقط مع الفقراء، لأن الفقير إلى الله ابن الفقير مكانه مع الفقراء، فإذا كانوا فى اليسار، يمم قلمه نحو اليسار.

وأزيدكم من الحكى سطورا، أحب عبدالناصر، وسعد زغلول، والنحاس، ومكرم عبيد، القلب يعشق كل وطنى حبيب، أجل ثورة 19، بذات إجلال ثورة 52، ولست بمنكر ثورة 25 يناير، ومشارك بكل طاقتى فى ثورة 30 يونيو، وأرى أن سلسال الثورات لا ينقطع فى عرق المحروسة طلبا للحرية والعزة والكرامة، والعدل والمساواة، وإن اختلفت العناوين على اللافتات المرفوعة بعزة وإباء فى الميادين، جيل يسلم جيلا.

أصدقائى فى اليسار بحميمية أصدقائى فى اليمين، ومعنى بتقدم اليسار، إلى الأمام، عنايتى بازدهار اليمين، لست حزبيا، ولا انكر الحزبية، ولى فى حزب التجمع قدم، والثانية فى حزب الوفد، وعقلى وكيانى فى مصر التى هى فى خاطرى وفى دمى، وهى عندى أغلى الأسماء جميعا.

ما أكتبه هو ما أستبطنه وأرتضيه ممهورا باسمى، «باطى والسما»  كما صكها طيب الذكر «أحمد فؤاد نجم»، الذى ما كان يمنع نفسه عن موطئ قدم فى وطنه، وشعره كان يصدح فى المنتديات جميعا يمين ويسار، إلا المنتديات التطبيعية تحوطا وطنيا، علمنا «نجم» كيف تكون شاعرا فى وطن، كاتبا فى وطن، والوطن أسمى أمانينا.

هذا هو الخاص، أما ما يخص الوفد فهذا حكى يطول، فلم تكن هناك قطيعة مع الوفد فى ظل رئاساته جميعا، كنت متدربا فى فى بيت الخبرة الوطنية «روزاليوسف» وأذهب بحثا عن خبر فى معية الباشا الوطنى «فؤاد سراح الدين»، جنبنا فى المقر القديم، فى شارع «المنيرة»، ناصية أمين سامى، وعن قصة خبرية فى هوامش العلامة القانونى «نعمان جمعة» فى مقر الدقى الفخيم، وصولا إلى حوارات مع الوفدى الأصيل «محمود أباظة»، ومنافسه الدكتور «السيد البدوى»، وحظيت بحوارات فضائية على «صدى البلد» شيقة مع الفقيه القانونى «بهاء أبو شقة»، وفقه الله إلى ما يصبو إليه من آمال عظام للوفد حزبا وصحيفة.

مارست مهمتى الصحفية فى دروب حزب الوفد بأمانة، خلفت تقديرا تجسد ذات انتخابات وفدية عصيبة، أن كان لى الشرف فى الإشراف عليها ضمن نخبة من المقدرين وطنيا، وظل الوفد حالة حزبية وطنية تستهوى أفئدة المصريين إلا المرجفين، فلماذا أقاطع بيت الأمة، ووفد الأمة، وحزب الجلابيب الزرقاء، وأبى كان يرتديها فلاحا طيبا يروى الأرض الشراقى إلى العدل والمساواة.

والصحيفة التى تفتحت عينى عليها صغيرا، وكان زملائى فى كلية إعلام، دفعة 86 يتلقون دروسهم الأولية فى غرفة أخبارها الشهيرة، ويتلقون أدبيات المعارضة السياسية صحفيا على أيدى ناظرها المؤتمن المرحوم «مصطفى شردى»، ويتيهون فخرا، رسمتهم معارضين، وكنت توجهت بعقل العصفور إلى العريقة «روز اليوسف»، عندى ميل غريزى نحو اليسار، أصل القلب فى اليسار، والقلب يحب، والرجل تدب مطرح ما تحب، وتظل روز اليوسف ما يمكن تسميتها بالحبيبة والوصف للجميل إبراهيم عيسى.

ونمت صداقات وفدية زاخرة بالمحبة، لاتزال حية فى قلوب الأحباء، وأعشق على البعد كاتبنا اللذيذ «عباس الطرابيلى»، وفجومية «مجدى حلمى»، واحترافية  «سيد عبد العاطى»، وأترحم على صاحب العصفورة الشهيرة المرحوم «سعيد عبدالخالق»، أخشى أن لا تتسع المساحة للمزيد من الأسماء، ولكن فى القلب من المحبة الكثير لأبناء هذا الجيل القابض على جمر المهنة.

وأخيرا صحيفة الوفد برئاسة تحرير الصديق «وجدى زين الدين» تتسع لكل الأقلام الوطنية، ترفدها بما يستحقه الوطن من أفكار، ودوما كنت مدعوًا إلى الكتابة فى صفحاتها التى تضم نخبة من الوطنيين، ودعوة من قبل قامة بحجم  الأستاذ «بهاء أبو شقة» لا ترد.. بالمناسبة أختى الكبيرة «أمينة النقاش» اليسارية العتيدة تكتب فى الوفد، وتتسع صفحاتها الخضراء لما تكتب حروفا من نور، هلا أجبت.. ما قصرت فى بيان الأسباب، وتسبيبها، الكتابة فى الوفد شرف لو تعلمون، شاكر فضلكم.