رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مشاوير

المتابع بتمعن لأداء الرئيس السيسي أثناء اطلاق شرارة البدء في مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان منذ أيام.. يكتشف انه أمام مشهدين متناقضين..

الأول لرئيس وصل لخلطة شعبية تجعله في مصاف الرؤساء أصحاب الرؤية والمشروع .. أما المشهد الثاني فيؤكد أن هناك من يفسد خلطة الرئيس ويضع علي الطبخة الحلوة تراب..

عد بالذاكرة قليلا ولاحظ نجح الرئيس فى الفرافرة سواء في التنظيم أو الخطاب الشعبى المبهر الذي بدأه بالقول: لا تقلقوا من سد النهضة فلن أضيعكم .. من منا لم يصدقه ويطمئن لحديثه.والأهم كان في طريقة عرضه لمشروع الريف المصرى الجديد..وكيف نجح في اقناع المصريين بأن المشروع حقيقي ويمثل بالفعل المستقبل للمصريين..السيسي نجح  في  تكسير الروتين والتغلب علي سلبيات ما سبقه من مشروعات مثل توشكي وغيره.. كلها كانت حلما فهوي.. الرئيس لم يترك تساؤلا ولا مخاوف إلا وأزالها .

ويكفي انه لأول مرة سيحصل المستفيدون من المشروع علي عقد ملكية الأرض بدون دفع مليم وبعد ذلك يذهب للبنك يمول ثمن الأرض بفائدة بسيطة.. وبجانب ذلك سيحصل المستفيد علي المنزل برخصته.. كلام رائع ثبت مؤيدي الرئيس علي الايمان بإخلاصه وقدرته ..وأعاد في نفس الوقت الشاردين والغاضبين من مؤيديه  السابقين الي هنا كان كل شيء في صالح الرئيس.. حتي كشفت الصحف عن شخصية الفلاح الذى زاره الرئيس في منزله -الفلاح طلع موجه بالتربية والتعليم ولا يعمل بالزراعة.. الواقعة تنتمي الي عصر بائد و تكشف أن هناك من يفسد عمل الرئيس عن قصد أو غير قصد.. قارن بين المكاسب الكبيرة التي تحققت وكيف تناساها البعض ووقف أمام واقعة الفلاح المزيف بالنقد والتحليل والطعن في كل ماجري في هذا اليوم.

الخطورة تكمن في ان المسألة برمتها تؤكد ان من حول الرئيس ليسوا سوي امتداد لفكر نظام مبارك.. تذكر ملحمة حط الزرع الرئيس جاء ..لم الزرع الزيارة خلصت - لانزال نذكر قبل ٢٥ يناير عندما زار مبارك المنيا وبث التليفزيون مشاهد للرئيس السابق يشرب الشاي مع فلاح علي دكة أمام (خص) أقامه  الفلاح المزعوم علي رأس غيطه.. وبعدها اكتشفنا انه لا فلاح ولايحزنون والأدهي انه طلع صول في الداخلية.. هذا المشهد المكرر لم نكن نتمني أن نراه في عهد السيسي..ولكنه للأسف حدث مع الفارق  طبعا بين الصول وموجه التربية والتعليم.. لا أريد ان أزيد وأذكر  من ارتكبوا تلك الجريمة انهم حتي لا يشاهدوا السينما وأنه حتي فيلم طباخ الرئيس الذي عرض في عهد مبارك عالج المسألة وسخر منها ..

لماذا مع كل مشروع كبير للسيسي نجد هؤلاء المفسدين؟ نتذكر كيف أشاد الجميع بقرار الرئيس بوضع حد أقصي للأجور وانتهي الأمر الي أن القرار لم يطبق علي أحد في مصر سوي الرئيس نفسه.. راجع كيف تم إفراغ القرار من محتواه رغم انه قرار سيادي صادر بقانون .. كيف حكم القضاة لأنفسهم بالاستثناء من الحد الأقصي ثم حكموا للبنوك وغيرها من الجهات ماعدا الرئيس، قرار السيسي بوضع حد أقصي للأجور كان في اتجاه العدالة  الاجتماعية ولو طبق كان مكانه في سجل افضل القرارات مابعد ثورة ٣٠ يونية لا يكفي الرئيس إخلاصه ولن يشفع له أنه يطبق القرارات علي نفسه فقط ويترك الآخرين .. ماذا جنى الرئيس من وراء هؤلاء الذين يحولون انجازاته من مصدر فخر لحكمه  الي مادة للسخرية من قبل الإخوا ن والمتربصين وحتي من يقفون علي تخوم التردد منه.

من المؤسف أن يكون نظام الحكم في مصر بوجهين .. احدهما لرئيس يجتهد وأمامه فرصة لدخول التاريخ مرتين الأولى عندما خلصنا من الإخوان والثانية لو نجحت في بناء مصر بتلك المشروعات.  والوجه الآخر لمسئولين يعملون بأساليب قديمة ويدارون خيبتهم بخداع الشعب بحيل  لم تعد تنطلي عليه بعد ثورتين دفع ثمنهما من أجل رؤية نظام يفكر ويعمل بشفافية لا مكان فيها للتزييف.