رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تسلل

فى العامين الماضيين تراجعت الكرة الأفريقية بشكل ملحوظ على مستوى الأندية والمنتخبات الأفريقية بسبب تواضع المسابقات القارية، بعد أن تحولت الكرة إلى سلعة الهدف منها تحقيق مصالح وأطماع على المستوى الشخصى قبل الاندية وللأفراد قبل المجموعة، والخاصة قبل العامة!

والمتابع لبطولتى دورى أبطال افريقيا والكونفيدرالية الموسم الماضى والحالى يجد تواضعا كبيرا فى النتائج والمستويات خاصة فى دور المجموعات لوجود فارق كبير فى المستوى بين المستويين الاول والثانى من ناحية والثالث والرابع من جهة أخرى، لدرجة بات أى متابع يمكنه أن يحدد بقوة الفريقين المتأهلين لدور الثمانية بمنتهى الأريحية فى البطولتين.

ويكفى مع افتتاح دورى المجموعات لدورى الأبطال الأقوى والأفضل فوز صن داونز الجنوب افريقى على بيترو أتليتكو الأنجولى بثلاثية نظيفة، والنجم الساحلى على بلاتينيوم الزيمبابوى بملعب الأخير بنفس النتيجة وغيرها من نتائج رقمية كبيرة ،ومثال آخر بالكونفدرالية فوز بيراميدز ثالث الدورى المصرى الموسم الماضى على اف سى نواذيبو الموريتانى بنصف دستة اهداف مع الرأفة والمصرى على نفس الفريق بملعبه فى العاصمة نواكشوط بالثلاثة، والمصرى على إينوجو رينجرز النيجيرى 4/2 مع الرأفة أيضا رغم ان المصرى رابع الدورى الموسم المنصرم!

وإذا كان هدف الاتحاد الافريقى من هذا النظام زيادة قاعدة الممارسة وزيادة مداخله المادية فالجانب السلبى هو تراجع مستوى الفرق الأفريقية الكبيرة لاحتكاكها بأكبر عدد من المباريات المتواضعة بدءًا من دور الـ32 فى البطولتين حتى الدور قبل النهائى بمستويات متدنية ويبقى الأربعة الكبار فى كل موسم تقريبا هم أنفسهم المتواجدون الا اذا فضل فريق المشاركة فى دورى الابطال بدلا من الكونفيدرالية.

الأزمة أن انعكاس هذا التراجع سيظهر بشكل كبير فى بطولة الأمم الأفريقية رغم اعتماد اغلب المنتخبات على محترفيها فى الخارج لأن نجوم القارة يرحلون الى اوروبا الأفضل فنيا وماديا وجماهيريا، وهذا سبب آخر فى ضعف جذب منافسات القارة للنجوم فى دورياتها، حيث يتواجد الأقل فنيا وماديا ،وبات الاتحاد الأفريقى يبحث فقط عن مردوده المادى قبل الفنى.

وإذا كان الاتحاد الأفريقى يأخذ منحنى نظيره الاوروبى من اقامة دورى المجموعات من دور الـ16، فهناك فرق كبير بين المستويين لان أفضل اللاعبين فى العالم يتواجدون بالأندية الأوربية، وبالتالى تذوب الفوارق عكس القارة الأفريقية التى تعانى معظمها من أوضاع مادية سيئة، ويكفى أن هناك ملاعب حتى اليوم أشبه بمراكز الشباب، ومهما كانت مغريات الكاف المادية تصبح الفوارق كبيرة بين فرق ومنتخبات القارة الأفريقية ونظيرتها الأوروبية.

هذا ناقوس خطر حقيقى وسوف يٌتهم فيه الملجاشى أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقى الذى تعرض لضغوط كثيرة من عمومية الكاف ورضخ لأهداف انتخابية.

من الصعب أن يتراجع الكاف عن مخططه فى هدم الكرة السمراء، خاصة انه يسير على الطراز الاوروبى، وهناك حلول للخروج من المأزق وعليه البحث عنها قبل أن تضيع الهيبة الكروية الافريقية!

 

[email protected]