عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

يشهد العالم تغيرات كبيرة في توازن القوى، سياسيًا واقتصاديًا.. تحولات جذرية لم نشهدها منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مرورًا بحقبة السبعينيات، التي ترسخت فيها الهيمنة الغربية على مجريات الأحداث.

الآن، بات الجميع يستعشر اقتراب تلك التغيرات التي ستجتاح العالم، وأصبح من حق الدول- خصوصًا الإسلامية- أن تبحث عن مصالحها، من خلال الانفتاح على دول أخرى، والابتعاد عن المظلة الأمريكية.

قبل فترة أُعلنت ماليزيا تأسيس ما يسمى بـ«تحالف إسلامي جديد»، يضم تركيا وباكستان، بهدف «العمل على حل القضايا الكبرى التي تتعرض لها الدول الإسلامية والتصدي لهجمة الإسلاموفوبيا»!

هذا «الكيان الوليد»- الذي سيجتمع خلال ساعات- هو استكمال لمسيرة الفشل والتخبط التي بدأت قبل أعوام، حين حاولت الولايات المتحدة إنشاء «ناتو إسلامي سُنِّي» بقيادة السعودية، فى مقابل «الهلال الشيعي»!

ورغم ما يبدو للوهلة الأولى أن «التحالف» الذي يضم قطر، موجه للحلف الذى تقوده السعودية، إلا أن القائمين على هذا الحلف يزعمون أنه يهدف إلى «إطلاق نهضة إسلامية وتوحيد العالم الإسلامى والمساعدة في تخفيف التبعية للغرب»!

لكن «الحلف الجديد» تحاصر دوله الأزمات من جميع الاتجاهات.. باكستان تعاني من أزمة حقيقية مع الهند «الشريك المفضل للولايات المتحدة»، بعد قرار نيودلهي إلغاء وضع الحكم الذاتي الدستورى للجزء الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه!

أما تركيا فتعاني بشدة من هزة اقتصادية قوية كانت الولايات المتحدة أحد أسبابها، إلى جانب التوتر الذي لا ينقطع بين أنقرة ودول الاتحاد الأوروبي.. والمعاناة ذاتها تواجه قطر، المحاصَرة خليجيًا وعربيًا!

يأتي ذلك فى الوقت الذي تمر فيه منظمة المؤتمر الإسلامي «أكبر تجمع رسمي للدول الإسلامية في العالم» بحالة مَرَضية مزمنة، أدت إلى التكلس والجمود، أو بمعنى أدق، موتها إكلينيكيًا، بانتظار استخراج شهادة الوفاة رسميًا!

نتصور أن هذا التحالف الجديد لن يُكتب له النجاح، حتى لو كان يضم قوة كبيرة، من حيث الاقتصاد والسياسة والسكان والموقع الجغرافي المتعدد والممتد، لأن العبرة بالأهداف ومدى تحقيقها، خصوصًا أن العالم الإسلامى مثخن بالحروب الأهلية، والطائفية، والأزمات الداخلية الطاحنة.

وتبقى الأسئلة «المشروعة» التي تحتاج إلى إجابات: كيف يستطيع هذا التحالف ممارسة أي نوع من الضغوط فى وجه القوى العظمى، وهل «النيَّات الحسنة» قادرة على مواجهة تلك التحديات الخارجية.. ثم ما الحاجة إلى تشكيل تحالفات جديدة، ولماذا لا يتم تفعيل ودعم ما هو قائم بالفعل، مثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و«نظيره» مجلس الحكماء الذي أسسته الإمارت قبل خمسة أعوام، وكيف يتم استبعاد دول محورية كبرى مثل مصر والسعودية وإيران؟!

نرجو ألا يتكرر ما حدث فى سبتمبر 2016، عندما هبَّت ريح عاصفة «جروزني» على العالم الإسلامي، من خلال ملتقى «أهل السُّنَّة والجماعة»- الذى ضم 200 عالم «سُنِّي» باستثناء السلفيين والوهابيين- حيث تفجرت حمم بركان المذهبية البغيضة والصراعات، وزادت الأحوال البائسة للمسلمين وشتات كلمتهم!

أخيرًا.. إن العالم الإسلامي الآن يمر بأضعف مراحله التاريخية، وتحوم حوله خيوط المؤامرة الكبرى، ولذلك يجب وقف خلط الأوراق، والتركيز على الوحدة الإسلامية، والتكامل الحقيقي، والنأْي عن كل ما يفرِّق.. «واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا».

[email protected]