رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

نسمع العديد من الاخبار التى لا نجد لها تفسيرًا وتجعلنا نشعر بالأسى والتشكيك فى الدولة وأجهزتها الأمنية، ولكن دعونى أسرد لكم ما حدث قبل حرب ٧٣ علنا نجد الإجابة المُريحة! فقد أطلقت المخابرات إشاعة بأن صوامع القمح غرقت بسبب المطر المفاجىء، فاستغلت المعارضة اليسارية ذلك للطعن فى السادات للإطاحة به! وكان ذلك ضمن حملات قادها الشباب فى الجامعات ومتسجلة تاريخيًا من بذاءة واندفاع وسوء تقدير وسخرية من الجيش المصرى! مرددين عبارات مغزاها: كيف تستطيع الدولة أن تُحارب فى الوقت الذى لم تستطع الحفاظ على القمح من المطر؟!

خبر مثل ذلك يجعل الكثيرين يشككون فى قيادة الدولة ويصابون بالإحباط واليأس، ولكن هذا ما نستطيع أن نطلق عليه الخداع الاستراتيجى، حتى تستطيع الدولة استيراد كميات ضخمة من القمح من غير ما تثير الشك إنها بتستعد للحرب فكان لا بد من حدوث بلبلة فى داخل الدولة ليصدقها الخارج ويتحقق المغزى من ذلك!

خلاصة القول: كل ما يتعلق بالأمن القومى يجعلنا لا ننظر للأحداث نظرة سطحية بل نظرة عميقة، فأحيانًا ما يجرى من أحداث سواء أكانت أخبارًا أو شائعات ويجعلك تشعر بالدهشة يكون ابعادها خارجيًا توصيل رسائل للخارج وليس الداخل فقط! فكل ما يتعلق بالأمن القومى للدولة يرتبط بالمعلومات، فكلما زادت المعلومات اتضحت الرؤية، فما يصل الينا من معلومات لا يتعدى 1% من المعلومات التى يمتلكها متخذو القرار والجهات المعنية فى الدولة، فعندما تصل الينا الصورة كاملة وتكتمل المعلومات نستطيع ان نفهم ما يحدث، فكل ما يحدث من أمور غريبة بالدولة يجعلنا نشكك فى آداء الاجهزة الأمنية وغياب رد حاسم وقوى من الدولة فهو يندرج تحت مسمى سياسة الحفاظ على الأمن القومى للدولة!

فما حدث قبل 73 يجعلنا نعيد النظر فى العديد من الأمور التى تحدث بالدولة، فإطلاق بعض الشائعات يكون الغرض منها أبعد من توقعاتك، فقد يبدو للوهلة الأولى غياب الدولة وضعف اداء وغياب الاجهزة الأمنية ولكن عند التمعن فى الأمر يتبين مدى دهاء وذكاء رجال الدولة المتمثل فى أجهزتها الأمنية، فبعض الأمور بالدولة يجب أن تدار بحرفية وذكاء سياسى وحنكة وصبر، فشائعة واحدة يكون الغرض منها الكشف عن الخونة وتسخيرهم لمساعدة الدولة فى ايصال ما نريد ارساله للخارج من رسائل وتحقيق ما نريد، فمن فنون السياسة أن تجعل الدولة الخونة فى الداخل يفعلون ما يريدون من خلال ما تريده الدولة، وتحريك القوى المعارضة بالشكل المطلوب لتحقيق أهدافها بحرفية وايصال رسائل معينة للخارج لاغراض سياسية.

 كلية الحقوق- جامعة الإسكندرية

[email protected] com