عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آخر وزير حِزبيّ  فى الحكومة المصرية ، كان الوزير منير فخرى عبد النور، حضوره كان لافتاً، وزير سياسى حِزبيّ معارض فى حكومة تكنوقراط غالبيتها من الأكاديميين.

تطلعاً، حكومات الرئيس السيسى يستوجب ألا تخلو من الوزراء الحزبيين، تمثيل الأحزاب من الضروريات الوطنية، استصحاب الرمزيات الحزبية فى الحكومات الوطنية يرفدها بمدد إضافي، ويوسع مدارات العمل الوطنى، معلوم الرئيس السيسى لا يقصى أحدًا، ينادى على الكفاءات الوطنية.

فى انتظار التشكيلة الجديدة التى تنضج على نار هادئة بعيدًا عن الصخب السياسى والإعلامي، يستوجب طرح تمكين الأحزاب سياسيًا على أجندة الرئيس ، كما هو الحال فى عملية تمكين المرأة والشباب المستدامة والتى تذهب بخطى حثيثة الى آفاق بعيدة، وبمعدلات جيدة ، سبع سيدات فى تشكيلة نواب المحافظين الأخيرة وهو رقم  ما كان ليتحقق لولا توفر الإرادة السياسية.

الحديث عن حق الأحزاب  المعارضة فى حقائب الحكومة ليس من قبيل التنكيت والتبكيت، أو على سبيل تزجية الفراغ السياسى، أو فى سياق التفكه، أو فى سياقات الرفاهية السياسية، أو حكى سياسى بغيض، أو فرض سياسي على قرار وطنى مستقل، او توصية سياسية فى زمن الوصايا السياسية المتواترة، بل هو ضرورة وطنية، واستجلاب لشراكة سياسية نحن فى أمس  الحاجة اليها..

الحديث أعلاه قد يستنكفه البعض سياسيًا، أو يرفضه منهجيًا، وهذا مفهوم، ومهضوم، باعتبار شراكة الأحزاب الحكومة يصنف اخلالا بدورها المعارض، كيف تكون حزبًا معارضًا وتشاطر الحكومة حقائبها الوزارية، وكيف يستقيم حضور وزير معارض فى اصطفاف حكومى حول سياسة ربما يعارضها الحزب او تصادم سياساته المعلنة او مواثيقه المكتوبة أو برامجه المستمسك بها كضرورة وطنية.

والسؤال الأهم ، وهل هناك كفاءات وكفايات ورمزيات سياسية فى الأحزاب جاهزة لحمل الحقائب الوزارية ، يقينًا الاجابة بنعم ، وبالكفاءات والكفايات يعرفون ، الاحزاب السياسية المعارضة فى التحليل الأخير معاهد سياسية ، تجتهد فى تمرين أعضائها ، بغية إيصال رموزها الى المجالس التشريعية ، وتناضل لتمكين رموزها من مواقع  متقدمة فى الحياة السياسية ، وتفتح المساحات والمجالات وتضم الكفاءات ، والرمزيات ، ما يستوجب نظرة رئاسية الى الأسماء  التى برزت فى العمل الحزبى الوطنى لتعضيد اللحمة بين الحكم والمعارضة ، الكل فى واحد فى ظل ما يتهددنا من مخاطر ، وما نواجهه من تحديات .

ألمح بارقة فى تعيينات نواب المحافظين ، ضم الاستاذ ابراهيم الشهابى (ابن رئيس حزب الجيل ناجى الشهابى  نائبًا لمحافظ الجيزة )  ، ابن  رئيس حزب معارض ضمن قافلة النواب ، كنت أتمنى بالضرورة الوطنية استزراع محافظ حزبى فى التشكيلة الأخيرة ، وكما كانت الإرادة السياسية حاضرة فى استزراع محافظ مسيحى فى دمياط والدقهلية والاسماعيلية ،  وأحرزت نجاحًا لافتًا ، وصار طبيعياً  ، كنت أود نموذج محافظ حزبى فى محافظة ، ترعاه الإرادة السياسية ويصبح عادياً   . 

استصحاب المعارضة الى دولاب الحكم ، يرفد الحياة الحزبية بمدد إضافي ، يمنحها أملا ، وينفخ فى روح ما تبقي منها على قيد الحياة ، يخرجها من أقبية اليأس المسيطر ، وينور على رجالاتها، ويعبد طريقها الوطنى ، الأحزاب لن تحرث طويلاً فى البحر ، ولم تخلق الاحزاب للمعارضة فحسب ، بل للتطلع الى الحكم .

وللمعترضين على هذا الطرح ، برامج الأحزاب المعارضة لا تغادر مربع الوطن ، وليست على خلاف جذرى فى القضايا المصيرية ، الاختلاف البرامجى ليس فى العقائد الوطنية ، والخلاف فى التفاصيل لا يضل بنا الطريق ، والوزير الحزبي لن يغرد فى الفراغ ، هناك برامج ، وسياسات ، واستراتيجيات، وتكليفات رئاسية ، تحكم المسار، دون ان تقيد الإبداع الشخصى للوزير ، وهذا هو المراد .

الوزير الحزبي مضاف اليه ، الى القافلة الوطنية ، زائد يسد نقصًا ، وعنصر يكمل صورة، ورسالة بعلم الوصول أن فى مصر حكما وطنيا يسعى لضم الكفاءات والكفايات  بغض النظر عن الدين والعرق والجنس والحزب ، حكومة وطنية للحزب المعارض فبها نصيب معلوم .

وعليه ، فلتنفر احزاب المعارضة لتشكيل حكومات الظل ، باعتبارها مدارس حزبية ضرورية ، فيها يتم تعميد الحزبيين ، ويخوضون تمارين سياسية شاقة ، ويتدربون على أصول الحكم ، ويلمون بالملفات ، ويستوجب ان تحظى بمباركات اجهزة الدولة الوطنية والسيادية ، وترفدها بمعلمين اكفاء ، وخبرات ، وسياسيين ، لإنماء قيادات قادرة على حمل الحقائب اذا نادى المنادى .