رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سبق أن كتبت مرارا وتكرارا عن مشكلة الإسراف فى الانجاب، خاصة بين الطبقات محدودة العلم والدخل والثقافة، إلا أنه - مع الاسف الشديد - وحتى يومنا هذا، لم ألحظ الاهتمام اللازم من اجهزة الدولة بهذه المعضلة، والتى قد تأتى على اى تنمية.

سكوت الدولة وتراخيها عن حث الناس على ضرورة الحد من الانجاب، وتوضيح خطر الاسراف فيه، سواء على الدولة ام على الاسرة نفسها، هذا التراخى فى تبصير الناس - خاصة الطبقات الفقيرة محدودة الثقافة والعلم - سيعود على المجتمع كله بالخطر الجسيم . فقد سبق ان اقترحت على المسئولين وضع بعض الضوابط على كل من ينجب اكثر من ثلاثة افراد، كالحرمان من الدعم الحكومى، الا انه - مع الاسف الشديد - لم تهتم الدولة حتى يومنا هذا الاهتمام اللازم بهذا الخطر الشديد على الاسرة والوطن بصفة عامة.

إنى ارى ان المجهودات العظيمة التى تقوم بها الدولة فى محاولة تعزيز الطبقات الفقيرة ودفعها لمستقبل افضل، سواء فى مجانية التعليم، أو فى الرعاية الصحية، أو فى بناء المساكن، أو فى محاولة الحد من البطالة . كل هذا سيذهب جفاء وكأننا نحرث فى البحر، بسبب الزيادة السكانية التى تلتهم كل تنمية تبذلها الدولة . انا لا اعارض ان يعيش الشعب - خاصة الطبقة الفقيرة - عيشة كريمة، بل واشجع ذلك بكل قواى وارحب به، كما ارحب بمحاولة الدولة فى هذا المضمار، ولكن يجب ان يقتصر دور الدولة على البنية التحتية والحياة الآدمية لمثل هؤلاء الفقراء، الذين لا يتجاوبون مع نداءات الحد من الانجاب.

على الدولة ان تسعى فى انشاء الطرق وتوفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحى والكهرباء والغاز، وما الى ذلك من اجراءات للنهوض بالطبقات الفقيرة، وفى المقابل يجب ان يعلم الشعب ويعى تماما خطر الاسراف فى الانجاب، خاصة اننا فى بداية عصر التنمية والتقدم، لابد للشعب ان يتعاون مع الدولة وألا يسرف فى الانجاب خاصة لو كان غير قادر على الانفاق. الفكر الذى تولد لدى الكثير من الجهلاء، بأن كل طفل يولد برزقه - وإن كان هذا أمرا بيد الله ولا شك فى ذلك - إلا أنه فكر عقيم، فالله وهبنا العقل للتفكير والتدبير، ولكى نعى خطورة الاسراف فى الانجاب على الاسرة والمجتمع.

على رجال الدين عامة – بالإضافة الى جهات الدولة – سواء فى المدارس أو فى دور العبادة أو فى اجهزة الاعلام، ان يتكاتفوا من اجل حث الشعب وخاصة غير القادرين، بما قد تتعرض له الاسرة والمجتمع عامة من خطر الاسراف فى الانجاب . فقد شاهدت وقت ان كنت مرشحا للعمل النيابى وزرت العديد من المناطق الشعبية والعشوائيات، فشاهدت الاطفال فى الشوارع كالنمل، منهم من يلهو بالكرة، ومنهم من يجتمع مع غيره ولا يعلم إلا الله ما يفعلون، كل هذا يجعلنى لا امل ولا اكل عن حث الشعب على الحد من الانجاب، لخطورته على المجتمع والاسرة نفسها، خاصة وان اولياء الامور ليسوا مهتمين بأبنائهم ويسعون لرزقهم . ومن هنا تأتى الخطورة، فمثل هذه المناطق غالبا ما تفرز العديد من المجرمين.

مشكلة الزيادة السكانية معضلة كبيرة، ولابد من مواجهتها بكل سرعة وحسم، وان تضع الدولة من البرامج ما يساعد الاسرة المصرية - خاصة الفقيرة محدودة العلم والثقافة - على الحد من الاسراف فى الانجاب، بالإضافة لإيجاد التدابير اللازمة للحد من خطر الزيادة السكانية، كحرمان الطفل الرابع من الدعم الحكومى، وكذا تغريم أولياء الامور الذين يهملون فى رعاية ابنائهم وتركهم عرضه للجريمة . والا ستلتهم الزيادة السكانية كل جهد تبذله الدولة فى مجال التنمية والبناء وسنصبح ... وكأننا نحرث فى الماء.

وتحيا مصر.