عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

المنتحر جانٍ أم ضحية؟! وهل يكون الاثنين معًا؟!

الانتحار جريمة نهى عنها الإسلام الذى أمر بالحفاظ على النفس البشرية، وتوعد الله المنتحر بالعقاب الأليم لقوله تعالي: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا". وانتحار «نادر» خريج الهندسة بتقدير جيد جدًا هز المشاعر، لكنه ارتكب جريمة فى حق نفسه، كما أن هناك جريمة أخرى ارتكبت مواكبة لواقعة الانتحار وهى تصوير عملية الانتحار والتى تحقق فيها النيابة العامة مع موظفى كاميرات المراقبة ببرج القاهرة. تسريب الفيديو جريمة يعاقب عليها القانون بسبب الصدمة التى سببها للمشاهدين، وتداوله على السوشيال ميديا يحرض على الانتحار ويكدر السلم العام.

هذا الفيديو فى حد ذاته يكشف عن شيزوفرينيا معششة فى عقول البعض تتعاطف، وتذرف الدموع على الشاب المنتحر، وفى نفس الوقت تتلذذ بتشيير عملية التصوير البطيء لعملية الانتحار، نبكى على الدماء البريئة، ونتلذذ فى نفس الوقت بمشاهدتها.

المجتمع بالكامل فى حاجة إلى إعادة تركيز أو إعادة تدوير للذاكرة تعيد إليه المنطق الذى يؤكد بدون أدنى شك أن شباب مصر بخير، عندنا أعلى نسبة شباب فى العالم، لأننا دولة شابة عندنا أفضل رعاية للشباب، ومنهم من تقلدوا مناصب كبيرة فى الدولة آخرها حركة المحافظين التى ضمت 23 شابا فى منصب نواب المحافظين، هناك محافظ جديد عمره 34 عاما، هناك مؤسسات تدرب الشباب على العمل العام، هناك اهتمام كبير من الرئيس السيسى بالشباب ولا تمر مناسبة إلا ويتحدث فيها عن إجراءات جديدة تمكن الشباب من تحمل المسئولية، زادت نسبة الشباب فى البرلمان، وستكون لهم نسبة كبيرة فى المحليات القادمة، هناك تكافؤ فرص بين الشباب فى دخول الكليات التى تحتاج إلى اختبارات معينة، وفرص متكافئة أمام الشباب فى التشغيل بعد تطبيق معيار الكفاءة، توجيهات الرئيس دائما تصب فى انفتاح الدولة على الشباب وتأهيلهم للقيادة، وفتح قنوات التواصل معهم وبناء منصات للحوار للاستماع إلى أفكارهم.

حالات الانتحار التى تقع كل فترة وراءها مشاكل نفسية، هناك أشخاص لديهم استعداد نفسى ووراثى على مواجهة المشكلات وحلها، وآخرون يتعرضون للاكتئاب خاصة فى مرحلة المراهقة.. هؤلاء يحتاجون إلى رعاية أسرية تبعدهم عن الأفكار الهدامة والرغبة فى إنهاء حياتهم، المرض النفسى هو مرض عضوى عادى تحدث عنه العالم الكبير أحمد عكاشة قائلا: إنه يمكن الشفاء منه تماماً، إذا ذهب إلى الطبيب وحصل على العلاج المناسب.

رعاية الشباب داخل محيط الأسرة هى نقطة الانطلاق للحفاظ على النشء من الدخول فى دوامة الاكتئاب، وحول هذه القضية كان للنائب العام بيان مهم أصدره بعد حادث «شهد»، حيث دعا النائب العام الأسر المصرية إلى منح أبنائها قسطا من أوقاتهم، وأن ينصتوا إليهم، ويشاركوهم آلامهم وآمالهم، وإذا وجدوا من فتيانهم أو فتياتهم مرضى يعالجونهم منه.

النائب العام قال: إن المرض النفسى داء كأى داء لا خجل فيه ولا حياء، والاعتراف به أول أسباب الشفاء، فأغيثوهم بالعلاج والدواء قبل أن ينقطع فيهم الرجاء. كما شدد النائب العام على جميع أطياف المجتمع أن يضعوا الأمر فى نصابه، وينظروا إلى المرض النفسى كما ينظرون إلى سائر الأمراض، وأن يقوا أصحابه شرور نظراتهم، وأن يرحموهم من همزهم ولمزهم.

وقال النائب العام: لا تغلقوا أمام الأبناء المرضى النفسيين أبواب العلاج، فهل عملنا ببيان النائب العام، أما مازال المجتمع يخفى المرض النفسى ويتعامل مع المريض على أنه مجنون، ويعتبر علاجه إساءة للأسرة، هل نحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع؟، فى الخارج العلاج النفسى يحصل عليه كبار المسئولين لا يتحرج منه أحد، ونحن نخجل منه، ونعتبره عيبًا؟، هل نحتاج إلى حملات توعية تتبناها وزارة الصحة وعندها أمانة عامة للصحة النفسية، هل تنشأ إدارة على غرار مكافحة الإدمان تقدم الاستشارات النفسية للشباب؟ هل نحتاج إلى ندوة يديرها العالم الكبير أحمد عكاشة لوضع روشتة عاجلة تحمى الشباب من السقوط فى جُب المرض النفسى؟.

إن الحفاظ على النفس أمر إلهى، ويجب أن يتكاتف الجميع ويبذلوا الجهد للبقاء عليها.