رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

تزداد نسبة الطلاق يومًا تلو الآخر، وتتعدد أسبابه ولكن مرجعية الأسباب كلها لقاعدة أساسية وهي: ما بُنى على باطل فهو باطل! أقوى رئيس دولة فى العالم قال: «هناك خمسة أخطار تهدد أمريكا، وإن أكبر خطر هو تفكك الأسرة»! فإحدى الإحصائيات فى أمريكا تقول: إن 90% من حالات الزواج من غير عقد، ولا اتفاق، ولا ورق، ولا تسجيل، إنما هى مساكنة تستغل كزوجة، وقد يركلها متى شاء! لذلك الانهيار فى المجتمعات الغربية ليس له حدود!

العالم الغربى لا يسعى الآن أن ينتصر علينا عسكرياً ولكن ثقافياً وفكريًا أى تفجير حياتنا من الداخل! بمعنى أن يتم هدم قواعد الأسرة المبنية على الشرع فنشاهد اليوم الكثير من الشباب يرغب فى تقليد الغرب بأن يتعامل مع الزواج على أنه تجربة ومن السهل تغيير الزوج أو الزوجة! وبالفعل تزداد حالات الطلاق بسبب بعدنا عن الدين والاختيار الخاطئ وعدم الوعى والتثقيف!

 فالله سبحانه وتعالى وصف عقد الزواج بالميثاق الغليظ! فيجب ألا نستهين بمسألة الطلاق، فقد قرأت عن ملك فرنسى وقع أسيرًا فى المنصورة عام 1250 قال هذه الكلمات وهى محفورة فى متحف فى باريس: «لا يمكن أن ننتصر على المسلمين فى الحرب ولكن ذكر الفرقة والفساد والرشوة والنزاعات الداخلية لهذا ينتصرون علينا»! ففى كل مرحلة جديدة من مراحل حياتنا ينتابنا الشعور بالخوف والقلق لأنها بمثابة حياة جديدة يتوقف عليها مستقبل المرحلة التى تليها! فعند الانتهاء من الثانوية يبدأ الخوف والقلق فى اختيار الكلية التى تناسبنا والقلق نابع من أننا نعلم اننا وحدنا من نتحمل قرار تلك الخطوة ويترتب عليها أيضاً مستقبلنا! وعقب الانتهاء من الكلية وتأتى مرحلة العمل الذى أيضاً يحدد خط سير حياتنا! ثم تأتى مرحلة جديدة وهى مرحلة الزواج وهى مرحلة قلق من نوع خاص لأن فى كل مرة تخطو خطوة جديدة بحياتك تكون منفردًا اى بقرار فردى انت فقط من تقرر النتيجة، انت من تمسك بزمام الامور، انت من تحدد متى واين ولماذا؟ اما فى مرحلة الزواج فمعك شخص آخر يرافقك الطريق! وليس كما كنت فى المراحل السابقة! ويا حبذا لو لديك أطفال!

 ففى مرحلة الدراسة تستطيع أن تُغيّر طريقك وتترك عملك وتذهب لعمل آخر يناسبك بل قد تعمل فى مجال آخر بخلاف تخصصك لأنه قرارك بمفردك وحياتك أيضاً لوحدك، اما فى مرحلة الزواج فالأمر مختلف فهو ميثاق غليظ يجب أن يُبنى على اسس وقواعد صحيحة يجب أن يضع كلا الطرفين فى مخيلتهما أن لا هناك تغييرا فى المستقبل وليس كما يقول البعض تستطيع خرق العهد والميثاق واستبداله بميثاق آخر! لذا اعتقد انها أصعب مرحلة فى حياة كل إنسان يرغب بحق اعتباره ميثاقا غليظا! ومن الجدير بالذكر أن الدراما عالجت بصورة غير مباشرة مسألة الزواج والطلاق وأيضاً مسألة تعدد الزوجات وزواج القاصرات، ولكن لدى تساؤل هام: لِم بعض الشباب اليوم وخاصة الرجال يخاف الإقدام على خطوة الزواج؟ اعتقد السبب الرئيسى راجع للنشأة الخاطئة للأبناء! فبعض الآباء والامهات يربون أبناءهم بطريقة خاطئة! فتربى الأم ابنها على عدم احترام الأنثى وأن الرجولة هى إهانة المرأة وعدم احترامها! وبعض الأمهات أيضاً تُربى ابنتها على عدم احترام الزوج ومعاملته الندّ بالندّ وبأن المرأة مثل الرجل! فأصبح الزواج الآن حلبة صراع ما بين الرجل والمرأة، والسبب راجع لقلة الوعى وعدم الدراية والنشأة الخاطئة!