رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أوصى الرئيس السيسى المحافظين الجدد ونوابهم بالمواطنين خيراً، ونصحهم بالتحلى بالضمير الوطنى ومكافحة الفساد والإهمال، ولو تعلمون فإن تلبية احتياجات المواطن والتعرف على التحديات التى تواجهه والعمل على حلها لشىء عظيم، فمن أجل توفير حياة كريمة للمواطن يحاول الرئيس السيسى أن يصل الليل بالنهار ليعمل 24 ساعة فى افتتاح المشروعات التى بدأت تبوح ببشاير ثمارها ليجنيها الشعب الذى كان مهددًا بالقتل أو قبول حكم الجماعة الفاشية، فقد كان مقدرًا لملايين المواطنين أن يعودوا إلى الحياة البدائية، إلا العشيرة أو القبيلة فهى التى فقط تستمتع بالحياة المنعمة.

المخطط الإخوانى الذى تم وضعه فى مكتب الإرشاد بالمقطم صاغه «بديع والشاطر» بأفكار شيطان ومداد الغل، وتضمن مد أجل حكم الجماعة لمصر إلى حين من الدهر البعض حدده بـ500 عام، وآخرون قالوا ربنا يسهل، وخلال الفترة التى أحكم الإخوان قبضتهم على البلد، كان السيسى يفكر فى أمر هذا الشعب المغلوب على أمره، ومن هنا جاءت العبارة التى وردت فى إحدى المناسبات: هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه، لأنه كان يعلم ماذا يخطط للمواطن الذى يرفض حكم الجماعة وأعوانها التى تهتم بطول أو قصر الجلباب أكثر من طول ذراع التنمية، ومعاداتهم للآثار، وتشمير سواعدهم لتحطيمها أكثر من انشغالهم بالحضارة وتاريخ الأجداد وتركيزهم على إرضاع الكبير أكثر من تفكيرهم فى كرامة المرأة، واهتمامهم بتزويج القاصرات أكثر من تعليمهن وإعدادهن للنضج، وهرولتهم إلى تركيا وقطر لبيع أسرار ووثائق الدولة أكثر من غيرتهم على الوطن وقيامهم بنصب مزاد لبيع سيناء أو التبرع بها دون أن يرجعوا إلى «أكتوبر» ليعرفوا حجم الدماء التى فقدناها لإعادة هذه البقعة الغالية إلى حضن الوطن، وقبلها استعدنا كرامتنا فى أعظم حرب عرفها التاريخ.

إنسان ما قبل التاريخ كان هو مصير المواطن المصرى لا قدر الله لو استمرت هذه الجماعة كما كانت تخطط أو حتى على الأقل زادت مدة حكمها عاما بعد عام، كنا سننسى الحضارة إلى الأبد بدلاً من الخطوات الكبيرة التى قربتنا منها، وكنا سنعود إلى لمبة الجاز بدلا من مصباح الكهرباء، ونطبخ على الكانون بدلاً من البوتاجاز، الجماعة لم تكتف بالتخلف عن ركب التقدم، وتفرغت لإطالة الذقون، ولبس الشباشب، وهدم الزوايا والكنائس، ومعاداة التطور، وإقامة علاقات غير مشروعة مع التخلف، كانوا يحاولون مسح ذاكرة الوطن وإجراء عمليات غسيل مخ للمواطن، ويأكل على طريقتهم، ويتصرف على سجيتهم، وينخرط فى قالبهم.

كان السيسى يعلم حجم المرار الذى يكتوى به الشعب، وقبل التحدى عندما قرر الشعب إزاحة غمة الإخوان، لم يكن خروج الجماعة سهلاً كان أصعب من خروج الروح، فظهروا على حقيقتهم وتحولوا إلى الإرهاب، وقال «البلتاجى» فى تحد إن الإرهاب الذى يحدث فى سيناء سينتهى عندما يعود «مرسى» إلى الحكم، ولم يعد «مرسى» لأن الشعب لا يرجع فى قراره ولأنه لجأ إلى قواته المسلحة فى تنفيذ ما أراد، وجاء السيسى إلى الحكم بقرار من الشعب، ورغم صعوبة المهمة التى كان متأكدًا أنها تقابلها حياته فلم يتردد، وقال أنا لها بشرط أن يكون معى هذا الشعب الذى صبَر صبر أيوب فقرر الشعب أن يكون ظهيره، ومنحه الثقة بغير حدود فى اتخاذ الإجراءات التى يراها كفيلة لإزالة آثار الخراب الذى خلفه الإخوان بعد الاعتصامات التى قاموا بها وحصدهم أرواح المئات من أبناء الجيش والشرطة وتخريب المئات من مؤسسات الدولة ومساجدها وكنائسها، وقتل العديد من المدنيين وزرع روح الخوف فى أجساد الآمنين، لم يكن العلاج سهلاً ولا الوصفات العادية تقدر على تحقيقه، فكان الإصلاح الاقتصادى الذى تحمله المواطن الذى كان ينتظر التقاط أنفاسه بعد حكم الجماعة ولكن هذا قدره، وتحمل أعباء الإصلاح من قوته واحتياجات أسرته، وتكللت المسيرة بالنجاح رغم مرارتها، ونفذ «السيسى» للمصريين وعده، وأنجز خلال الخمس سنوات الماضية ما كان يحتاج إلى عشرات السنين ونجح الإصلاح الاقتصادى، الذى يعتبر أخطر عملية جراحية مر بها اقتصاد دولة كانت على حافة الانهيار، وأشادت المؤسسات الدولية بالمشروعات التى يتم افتتاحها كل يوم، وقرر السيسى رد الجميل لهذا الشعب بأن يرعاه رعاية كاملة كما جاء فى القسم الدستورى الذى أداه عقب توليه المسئولية، فكانت مبادراته التى حافظ فيها على كرامة المواطن، وكانت المشروعات التى تناطح السحاب فى قيمتها، هذا النجاح أهداه السيسى للشعب، قائلاً: ما تم هو بفضل جهدكم وصبركم. وعادت المياه تجرى من جديد والدماء تتدفق فى صلب الاقتصاد، والمواطن بدأ يشعر بقيمة صبره، ومن هنا كانت توجيهات الرئيس السيسى للمحافظين ونوابهم: أوصيكم بالمواطن خيراً، ومن قبل المحافظين والنواب كانت توجيهاته الدائمة للحكومة: ضعوا المواطن فى أعينكم فهو صاحب هذا البلد وهو بطل هذا الإصلاح.