رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

ما إن رفع محمد حسنين هيكل قضية ضد أحمد أبو الفتح حتى قرر الوفد تشكيل لجنة من محامى الوفد الكبار العظام ليذهبوا مع أبو الفتح الى المحكمة... ووقف أبو الفتح وسط عشرة من اسود القانون ملوك العدل حتى اهتزت المحكمة من قبل أن ينطق أحد بكلمة... أذكر ان رئيس اللجنة كان ابراهيم فرج الذى كانت ترتعش يداه وهو يترافع وهو يقول انه يشعر بأن هذه آخر مرة أقف فيها امام محكمة وكان ينفعل فيشفق عليه القاضى ويطلب له الكرسى لأول مرة فى المحاكم يجلس المحامى مثل القاضى والمفاجأة ان يدخل قاعة المحكمة متأخراً مهرولا ويتجه الى ابو الفتح ويهمس فى اذنه...  ويتم اعلان سحب هيكل القضية ويعلن الصلح... فى نفس الوقت الذى كان مازال ابراهيم فرج يحاول تكملة مرافعته.

وتنظر الى الخلف فتجد ابراهيم طلعت المحامى السكندرى والعضو الدائم فى مجلس النواب يمشى متجها الى القاعة مستندا على ذراع ابنه... علم بالقضية فقرر ان يحضر من الاسكندرية ويترافع رغم حالته الصحية.

هذا هو الوفد الذى يدافع عن رجاله.

حينما دهم البوليس الحربى فجأة منزل الشيخ أحمد أبو الفتح استاذ الشريعة كلية الحقوق.. واخرج السيدات الموجودات فى المنزل بقميص النوم ليقفن على الرصيف 5 شارع أحمد حشمت!!!.... وحاول الجيران من الطبقة الطيبة العالية الراقية حاولوا استضافة جدتى ومن معها رفضت الجدة وأصرت أن تبقى بهذا الشكل على الرصيف وهرول أولاد الناس الطيبون بالبلاطى وغطاء الرأس وغيرها....

ـ ماذا حدث بعد ذلك؟!

- رجال الوفد الكبار واعلام الوفد هاجموا عبدالناصر بكل ما يخطر على البال حتى قيل إن عبدالناصر لم يتألم ولم يندم ولم يخجل لأى موقف أكثر من هذه الحكاية حتى قيل إن عبدالناصر كان يهتز نفسيا حينما يتذكر السيدات الفضليات اللاتى استقبلنه عدة مرات!!!! وهن على الرصيف بملابس النوم!!!

هذا هو الوفد الذى يقف مرافعاً عن رجاله ونسائه... أيضاً.

........

ولا أريد أن أضرب مثالا بالقضية التاريخية الكبري... ثورة 19 من أجل الافراج عن سعد زغلول ورفاقه...

فقط... العجب كل العجب أن لا يشارك الوفد فى الدفاع عن عودة الجريدة التى دفعت الغالى والغالى  فليس هنا رخيص ـ الجريدة التى أتت بالثورة ثم حاولت أن تكسبها شعبية بزيارة النحاس لمجلس الثورة بعد ساعات من اعلان الثورة... لكى تعود الديمقراطية والاشتراكية والحرية... حاربوا الجريدة وهتفوا بسقوط الثورة بمظاهرات مدفوعة الثمن كما اعترف عبدالناصر لخالد محيى الدين بصراحة وكتبه خالد فى  كتابه.

.....

نحن لا نطلب اعانة أو معونة نحن أكبر من ذلك بكثير... نحن  ندفع منذ بداية التاريخ... منذ جريدة «المصري»... منذ تم انشاء مكتب  لسيدات الوفد فى حديقة منزلنا برئاسة السيدة الفاضلة حرم المستشار محمد البرتقالى مدير مكتب جريدة الأهرام القضائى واسألوا ابنه الذى يشغل نفس منصب والده فى الأهرام الآن.

كانت اجتماعات السيدات متوالية فى منزلنا بالعباسية شارع فهمى لذا تقرر بناء  سلاملك فى الحديقة الشاسعة 900 متر  يخصص لسيدات الوفد.

.....

وربما لا يعلم هذه الحكاية إلا قليلون جداً...

بعد اقالة وزارة الوفد بعد حريق القاهرة اصيب مصطفى النحاس بمرض نفسى له خطورة ـ أخد محمود ابو الفتح مصطفى النحاس وسافرا الى جنيف لوجود أهم طبيب نفسى عالمي... وتقدمت صحة مصطفى النحاس فى نفس الوقت الذى انفجرت فيه ثورة 1952 وبإلحاح من  الثورة عاد النحاس ليقابل نجيب وظل أبو الفتح يباشر حالة النحاس مع الطبيب العالمى عن طريق الأدوية والأشعة والتحاليل وكلها مصاريف الى ان مات أبو الفتح عام 1958.

.....

نحن نعطى ولا نأخذ... نحن نساعد ولا نطلب.... نحن نضحى ولا نندم... هذا مجرد عتاب لمن نحب.

الموضوع لا يزيد عن هيئة عليا لها ثقلها تقف بجانب الحق  لمن له حق على الهيئة... والوقوف دبلوماسيا وسياسيا وحزبيا... لا أكثر... الناس تسألنا فى المحاكم: أين الوفد أقوى هيئة حزبية.