عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

أنا مؤمن أن مصر تستحق دوماً واقعاً أفضل، حياة أكثر كرامة، آمالًا لمستقبل ينفتح أمام أجيال قادمة نتمنى أن تحُوز ما لم نحُز من علم وتقدم ورفاهية.

أحلم بتنمية حقيقية تعتبرها الأمم الأخرى نموذجا وقصة نجاح تُحتذى. وأوقن فى الوقت ذاته أن هناك الكثير والكثير الذى تم إنجازه، فى الأمن، الكهرباء، النقل، الإنشاءات، والصحة، لكن هناك أيضا إخفاقات، وهناك مجالات خاسرة، ما يؤكد ضرورة إجراء تعديلات وزارية تستهدف التجويد والإصلاح وعلاج بعض أوجه القصور.

إننى أعى جيداً ما سبق وقاله الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بأن إرضاء المصريين جميعا صعب، لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، ولابد من العمل لتحقيق غايات التنمية والعمل على صناعة المستقبل.

إن الآمال ما زالت منعقدة على العمل بقوة وجهد على الإنسان. تحديثه، تعليمه، تنميته، تثويره حضاريا، ودفعه للأمام. من هُنا فإننا فى حاجة لوزراء غير تقليديين، مبتكرين، ومطورين، لديهم سلطات حقيقية، يعملون وفق خطط زمنية محددة ومعلنة. نريد وزراء تعلموا فى الخارج لا الداخل، وتشبعوا بروح الدول المتقدمة وفكر العالم الحديث فى استغلال التكنولوجيا الأحدث وإعلاء قيم الشفافية والعدالة والحوار المُجتمعى.

ولا شك أن ذلك يُجدد الفكرة الأزلية المطروحة بشأن أهل الثقة وأهل الكفاءة. لابد من الموازنة بين الأمرين، بحيث لا تستبعد كوادر وعقول منفتحة بدعوى إيمانها بالنموذج الغربى للديمقراطية أو رفضها لنظرية المؤامرة الحاكمة للخطاب العام منذ أكثر من نصف قرن.

لقد كان اختيار الوزراء فيما مضى يتم بناء على عدة خطوات. فى البداية تُرشح أسماء من سلم البيروقراطية المصرية لشخوص لديهم خبرات أكاديمية فى ملفات بعينها، ثُم تؤخذ آراء الأجهزة الأمنية ليتم بعدها ترجيح شخص على آخر. وفى بعض الأحيان كان يتم اختيار الشخص صاحب نقاط الضعف الأكبر ليصبح أكثر خضوعاً، ما دفع البعض إلى ترديد حكاية خيالية مفادها أن الأجهزة رشحت لرئيس جمهورية سابق عددًا من الأسماء لشغل منصب وزير وكانت تحدد لكل شخص عيبًا تذكره أمام الرئيس، وفى إحدى المرات ذكرت اسم مرشح جيد جداً ووصفته بأنه بلا عيوب أو خطايا، فقال لهم الرئيس إن ذلك كافٍ لاستبعاده.

وتصورى أن هناك مصريين عباقرة، قلبوا العالم شرقاً وغرباً، ولهم إسهامات دولية لافتة، لكنهم مستبعدون من أى حكومة أو منصب. وإذا سألت عن السبب قيل لك: لأنهم يرفضون أو سيرفضون. لكن إن سألتهم مباشرة لوجدت إجابة متحسرة بأنهم خارج الترشيحات أساساً لأنهم لديهم رؤى وقناعات وأفكار قد تبدو مختلفة بشأن التنمية والتقدم.

وأنا شخصياً لى صديق عرضت عليه الوزارة مرتين، واعتذر بهدوء موقناً باستحالة أن يكون جزءًا من تروس تدار من بعيد بقوة الدفع. وقال لى إن القانون يجعل الوزير مسئولاً عن أمور خارج نطاق مسئوليته ما يعرضه للاتهام فى أى وقت حال اختلافه مع السلطة أو حتى تغيرها مثلما حدث من قبل مع أمين أباظة وزير الزراعة النزيه الذى حُمل خطايا النظام القائم ودفع ثمن تغيير السلطة بعد 25 يناير، رغم يقين الجميع بنزاهته.

إن اختيار الوزراء الجدد يجب أن يخضع لفكر جديد يعتبر الوزير مسئولاً، لا سكرتيراً. لديه فكر شخصى للسعى نحو أهداف الدولة، وليس عبداً للتعليمات.

والله أعلم.

[email protected]