رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إنها القوة الأمريكية التى حدت بالرئيس ترامب إلى أن يقول مؤخرا: (ليست هناك قوة فى العالم تستطيع الوقوف أمام الولايات المتحدة). ولذلك منحت أمريكا لنفسها صكا يخول لها فرض الوصاية على أى دولة فى العالم. ومن ثم راحت تهدد وتتوعد الدول فيما إذا خرجت عن الأطر التى رسمتها. وهكذا غيبت عن عمد ثقل كل دولة ولم تستثن أحدًا. ومؤخرًا خرج المدعو «كلارك كوكر» مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون السياسية والعسكرية ليتحدث عن أن أمريكا قد تفرض عقوبات على مصر وتحرمها من مبيعات عسكرية فى المستقبل إذا ما مضت قدما فى شراء الطائرات الروسية «سوخوى 35»، وهى الصفقة التى وقعتها مصر مع روسيا فى وقت سابق من العام الجارى بمليارى دولار وتهدف إلى شراء عشرين طائرة، وهو ما أثار غضب أمريكا.

ونتساءل: هل غاب عن الولايات المتحدة أن من حق مصر كدولة مستقلة وذات سيادة أن تشترى السلاح الذى ترى أنه يعزز من قدراتها الدفاعية والهجومية من أى دولة حفاظا على أمنها القومى، وأن هذا أمر لا يخضع للابتزاز؟. هل غاب عنها مركز مصر كدولة محورية رائدة فى المنطقة، وأنها لا ولن تخضع لإملاءاتها وشروط الإذعان التى يحلو لها أن تفرضها على الدول؟ ولهذا بات يتعين على مصر اليوم أن تمضى قدما فى شراء السلاح الذى ترى أنه ضرورى لأمنها القومى مثل طائرات سوخوى 35 الروسية التى تعد البديل الأفضل والأكثر كفاءة من الطائرات إف 15 التى تبيعها أمريكا لاسرائيل. من حق مصر تنويع مصادر سلاحها خاصة فى مواجهة الكيان الصهيونى الذى لا يمكن أن يؤتمن، فإسرائيل هى التى تقف وراء مشروع سد النهضة وهى التى دعمت أثيوبيا فى مخطط بنائه وساعدت ونصبت حوله صواريخ مضادة للطائرات من أجل حمايته. بل ساعدت ووفرت رؤوس الأموال اللازمة لبنائه.

لقد هال الولايات المتحدة تطور العلاقات العسكرية المصرية الروسية، فقبل وبعد الزيارة التى قام بها«سيرغى شويغو» وزير الدفاع الروسى لمصر مؤخرا جرى الاتفاق على توقيع عدة صفقات عسكرية من بينها صفقة صواريخ«كورنت» المضادة للدروع، ودبابات «تى 90» بدلا من«أبرامز» الأمريكية، ومنظومة صواريخ «إس 300»، ومروحيات نقل عسكرية علاوة على طائرات «ميغ 29» هذا بالإضافة إلى إقامة محطة نووية فى منطقة الضبعة لتوليد الطاقة، واجراء مناورات عسكرية مشتركة. وكانت مصر قد طلبت من أمريكا شراء طائرات (إف 35) «الشبح» بعد حصول إسرائيل على حوالى 20 طائرة منها، ولكن البنتاجون رفض الطلب حفاظا على التفوق العسكرى الاستراتيجى الاسرائيلى. مما دفع مصر إلى شراء طائرات روسية بديلة وهى سوخوى 35، كما اشترت «رافال» الفرنسية تعزيزا لسلاحها الجوى. ويظل من حق مصر اختيار الأسلحة وفقا لما يتناسب مع أجندتها الخاصة، فمصر تتبع سياسة تنويع مصادر السلاح من أجل تلبية احتياجاتها الأمنية، وهى تتعامل مع جميع دول العالم فى اطار العلاقات المتوازنة وفى إطار الندية وليس التبعية وفى اطار المصالح المشتركة. وللحديث بقية.