كلمة عدل
الدعوة من أجل إنشاء تحالف وطنى من التيارات الليبرالية لخوض الاستحقاقات الدستورية المقبلة، ليس المقصود بها، كما فهم البعض، إلغاء أيديولوجيات هذه التيارات، إنما الهدف من هذا التحالف أن تكون هناك أحزاب سياسية مدنية تخوض الانتخابات بدون تناحر سياسى أو فرقة من خلال ثلاثة أحزاب قوية، واحد بقيادة الوفد الليبرالى، وآخر لليمين، وثالث لليسار، فى إطار دعم المشروع الوطنى الجديد للبلاد.
هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ البلاد تقتضى من جميع الذين ينتمون إلى تيارات مدنية، أن يكونوا على قلب رجل واحد من أجل أن يكونوا ظهيراً سياسياً للدولة المدنية الجديدة.. وبهذا الشكل نضمن النجاح فى وجه كل المتربصين بالبلاد، وأن تكون هذه الأحزاب ظهيراً سياسياً للدولة الجديدة القائمة على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتوفير العيش بكرامة للمواطنين.
التحالف الوطنى الذى نعنيه لا يعنى التخلى عن مبادئ وأفكار كل حزب سياسى مدنى، وإنما يعنى ضرورة أن يتكاتف الجميع من أجل إنجاح المشروع الوطنى للبلاد فى الدولة الجديدة التى يهدف الجميع إلى أن تكون دولة حديثة بكل ما تحمل هذه الكلمات من معايير وأفكار.. الأحزاب المدنية لا تبغى سوى إنجاح مصر الحديثة، وتطبيق مبادئ وأفكار ثورة 30 يونيه، وهذا لن يتحقق إلا بوجود هذا التحالف المدنى القوى بعيداً عن كل فرقة سياسية أو تناحر سياسى، ولمواجهة أصحاب المال السياسى الذين ينفقون كثيراً من أجل تحقيق أجندات غير وطنية.
وهذا تفعيل للمادة الخامسة من الدستور التى تقضى بوجود مظلة حزبية من أجل تداول السلطة، وإنما الهدف هو منع الذين يخططون لتعطيل المشروع الوطنى للبلاد؛ لأن هذا لو حدث تكون هناك مخالفة صريحة للدستور، بل الأخطر من ذلك كله هو ضمان تنفيذ مقررات ومبادئ الثورة، والخوف الأكثر إذن يكون من تعطيل مشروع بناء الدولة الحديثة التى يحلم بها كل المصريين.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد