عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

كان اليوم شديد الحرارة لكن نسمات هواء باردة داعبت الأوراق الملونة فى يديها أصدرت صوتاً منعشاً.. رسم صورة أعادت إلى مخيلتها ذكريات «الشوف».. كانت فى مثل هذا الوقت من خمسة أعوام فقط ترى.. وكانت تحب كل ما ترى ربما رأته على غير ما يراه الجميع.. العالم بكل ماضيه كان «حلواً» فى مثل هذا التوقيت من كل عام.. لم تكن تملك كل هذا المبلغ لتشترى زينة رمضان جاهزة أو بالأصح لم يكن هناك زينة تباع كنا نصنعها من أغلفة الكراسات التى نستغنى عنها.. ولم أر.. الأنوار الصينية المنتشرة الآن.. يقولون إن ألوانها مبهجة تضىء وتنطفئ ومنها ما يشبه الشبكة ستارة يعلقونها على واجهات البيوت.

مازلت أستمع لحديث رضوى الشيق جداً عن زينة رمضان التى كانت تراها وتصنعها مع عيال الحارة أحد شوارع السيدة زينب.

رضوى التى تعتبر نفسها لم تعد طفلة ولا حتى شابة.. بل هى امرأة عجوز ضربتها معالم الشيخوخة فى صميم روحها.فلم تعد ترى وتحس الأشياء كما كانت من قبل منذ سقوطها من شرفة البيت المتهالك.. فقدت البصر كلية وعندما استيقظت على ظلام دامس قال لها الجميع: احمدى ربنا.. قضا أخف من قضا.

قالت رضوى: لا أفتقد من كل حياتى الماضية إلا يوم زينة رمضان.. كنت أتولى أنا تجميع عيال الحارة وكل واحد يجيب الجلاد اللى عنده ونشترى خيط دوبارة ونعمل أعلام وشراشيب وقوانيس ورق ملون وكنت أتولى أنا تجميع مبلغ أكبر من الأهالى ونعطيه لعم محمد السمكرى يعملنا فانوس صاج «أبو ولاد» ونقضى طول اليوم نعلق الزينة ونغنى أهلاً رمضان وأحلى حاجة نشترى عيش وجبنة ونعمل غديوة فى الشارع.

انتقلت رضوى الآن للعيش مع أسرتها فى مدينة بدر تقول كل شىء اتغير لم أعد أرى ولا أحس حلاوة الأيام.. حاولت أن أعيد الذكريات وجمعنا مبالغ لتزيين الشارع الواسع الجديد واشترينا فوانيس وأنوار أكثر وأغلى الزينة جاهزة اشتروها من الموسكى تقول جارتى إنها جميلة وملونة والشارع واسع جداً.. لكنى أحس بالضيق الشديد.