رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

فى السعودية يعرفونه ويعرفون عائلته وقبيلته، وليس غريباً عنهم، وربما كان الغريب والمدهش، للبعض، ظهوره اللافت بكل هذه الصلاحيات والسلطات الواسعة لتحقيق ما تعجز السياسة عن تحقيقه فكرياً وثقافياً.. ولكن فى مصر لم يكن يعرفه أحد سوى فى دوائر ضيقة جداً من العلاقات الخاصة مثله مثل أى سعودى.. إماراتى.. كويتى.. لهم بعض الصداقات مع المصريين.. ولكن فجأة أصبح تركى آل الشيخ، المستشار بالديوان الملكى السعودى شخصية عامة فى مصر مثلما هو فى السعودية!

فى الظاهر، وكما هو الحال، يمتلك تركى آل الشيخ النفوذ والنقود.. ولا شك أن النفوذ مستمدة من ثقة صناع القرار بالمملكة فى شخصيته وفى قدرته على استيعاب نظرية المتغيرات وفلسفة التحول الاجتماعى التى تشهدها المملكة، وفى قدراته على إدارة ملف التحول وتطبيقه على أرض الواقع باقتدار.. واعتقد أنه نجح فى ذلك إلى حد كبير، رغم ما يواجهه من لوبى يحاول إبقاء الوضع على ما هو عليه.. وأما النقود فهى إما تخص ميزانية كل مؤسسة يتولى مسئولياتها، مثله مثل كل مسئول فى المملكة، أو أموال خاصة، وخصوصاً تلك التى ينفقها فى مجال الرياضة فهو كذلك مثل الكثير من رجال الأعمال السعوديين الذين يقدمون دعماً بالملايين لأكبر النوادى فى بلادهم.. ولكن يسبق كل ذلك هو أنه رجل أفعال لا أقوال، يفعل ولا يتكلم، سواء اتفقنا أو اختلفنا حول ما يفعله، إلا إنه وهو، المهم، يمتلك فكراً ووعياً خاصاً بدوره فى هذه المرحلة الحيوية من تاريخ المملكة العربية السعودية، وفكره يسبق كلامه فهو يعرف كيف يقوم بهذا الدور بذكاء وطنى مخلص.. وإذا كان هذا يهمه بالطبع ويهم السعوديين، لأنه ابنهم، ومتأكدون أنه يتمنى الخير لبلده وأبناء بلده، وإذا كان من العادى والطبيعى أن يهتم بالشأن السعودى.. فلماذا يهتم بالمصريين والشأن المصرى كل هذا الاهتمام؟!

الحقيقة أن تركى آل الشيخ مصرى الهوى، والفكر، والتوجه.. وما يفعله فى السعودية لا يختلف عما يفعله فى مصر.. فإن حماس الرجل هو هو، واندفاعه بكل قوة للتأثير فى الواقع السعودى يمارسه بنفس المقدار والحب فى مصر بهدف التطوير لا بهدف التدمير.. وإن علاقته بالأندية الرياضية والرياضيين السعوديين هى نفسها، تقريباً، علاقته بالأندية والرياضيين المصريين.. وكان شراؤه لنادى الأسيوطى لكرة القدم وتغيير اسمه إلى «بيراميدز» وليس باسم الرياض أو غير ذلك، وقيامه بضخ عشرات الملايين من الجنيهات فى السوق الرياضى المصرى، كان هدفه أن يقدم للساحة الرياضية فريقاً قوياً يكون منافساً شرساً للأهلى والزمالك اللذين احتكرا مسابقتى الدورى والكأس، لسنوات بعد تراجع مستوى اندية مثل الإسماعيلى والاتحاد والمصرى.. وأصبح وجودها فى المسابقتين مجرد محاولة لعدم الهبوط من الدورى، وأدى ذلك فى الحقيقة لهبوط الدورى المصرى كله، ولكن، لا شك استعاد عافيته مع ظهور نواد مثل بيراميدز ووادى دجلة والجونة.. لأن استثمار الأموال العربية والمصرية فى نوادى كرة القدم موجود فى أكبر واعرق النوادى فى العالم.. بريطانيا وفرنسا واسبانيا وإيطاليا، وليس اختراعاً مصريا.. ولكن للأسف تعاملنا مع امتلاك المستشار تركى آل الشيخ لبيراميدز بحساسية مفرطة ورضخ الوسط الرياضى كله، لمراهقة الالتراس، لأسباب سياسية، وليست رياضية، وكانت النتيجة انسحاب الرجل من الرياضة.. واضطر أن يبيع النادى بالخسارة، وفى المقابل خسر اقتصادنا مجالاً جديداً للاستثمار، وخسرت الرياضة المصرية الأموال العربية لتطير إلى أماكن أكثر نضجاً فى أوروبا لتظل ملاعبنا بلا رياضة.. وبلا جمهور!

[email protected]