عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهدهد

بمزيد من حرقة الدم والأعصاب تابعت قضية طفلى السلم اللذين تركتهما امراة عديمة الضمير منزوعة الرحمة والانسانية لا تستحق أن أطلق عليها كلمة أمهما، فهى أبعد من تكون عن تلك الصفة التى وهبها الله لكل انثى ينبت فى أحشائها جنينا.. ألقت بهما أمام سلم الشقة وكأنها تتخلص من «كيس زبالة». ولدان فى أعمار تدمى لها القلوب. الكبير ٤ سنوات والصغير بضعة أشهر، رمتهما على سلم العمارة انتقاما من زوجها.. ومن فرط حنية قلبها تركت لهما «كوفرتة» بجانبهما.. فهل هذا الغطاء الهش يحميهما من الجوع والعطش، يوفر لهما الأمن والأمان، كوفرتة تغنيهما عن حضنها ورعايتها، كوفرتة تكون عوضا لهما عن سرير مريح ينعمان به!! هل اختزلت كل مشاعر الأمومة فى تلك الكوفرتة!! هل الكوفرتة أثلجت صدرها وهى تعدو لحال سبيلها.

لن أتحدث عن صاحبة الكوفرتة ولا عن زوجها مطرب الأفراح وليالى الملاح، فكم من أمهات وآباء ارتكبوا نفس الجريمة الشنعاء فى حق صغارهم وهم حتة لحمة حمرا أصغر من شادى ويزن مع اختلاف الطريقة والسيناريو.

ما يعنينى هنا احباب الله، لن أنسي مشهد الطفل الرضيع ناعسا على بلاط السلم وعيون اخيه الأكبر المستجدية بالله قبل البشر، ولولا تدخل الجارة الحليمة لكانا عرضة للخطف أو الموت..

الطفلان تم إيداعهما دور رعاية، أتمنى ان تكون نموذجًا من الرعاية والاهتمام والمحبة، والمرأة وزوجها على ذمة التحقيقات، ونأمل أن لا يؤخذ بهم رحمة فهم يستحقون أشد العقاب وان كنت أرى أن عامين سجنا لا تتناسب مع الجرم الفادح الذى فعلاه فى حق فلذات اكبادهما. دور الرعاية تعج بآلاف الأطفال الأيتام، وكل الأطفال هناك لا يعرفون من هم، ولا من أين أتوا ولا يعرفون مخلوقا فى العالم سوى أفراد الدار هم الأسرة والعائلة والأهل.. حتى إن اسماءهم غير حقيقية اختارتها لهم الدولة لأن أغلبهم، ان لم يكن جميعهم، استلمتهم الدار من قسم الشرطة رضعا، فنشأوا وترعرعوا مستسلمين لهذا القدر، وذلك أفضل بكثير من أن يدخل الطفل دار أيتام وأمه وأبوه على حس الدنيا، شهادة ميلادهم باسم الأب والأم الحقيقى، له اعمام وخالات له عائلة تعرفه ويعرفهم، فكيف سيكون شعوره عندما يكبر ويصبح هو وأخوه شابا يافعا، ويعلم علم اليقين بعائلته وأسرته وأنهم فعلوا بهم ذلك عن عمد مع سبق الإصرار والترصد، وهل بعد خروج الأم من السجن يجوز لها أن تؤتمن مرة أخرى على رعايه أبنائها ام ليس لها أمان بالمرة خاصة ما فعلته بهم ليست المرة الأولى بل سبقها مرات عديدة، وهل سيظل هذان الطفلان فى الدار حتى بلوغهما سن الخروج منها، هل يعقل أن يستمروا على هذا الوضع وعائلهم على وش الدنيا يغنى ويرقص ويسعد وفوق كل ذلك راجل كسيب.. وهل طفلا السلم ينطبق عليهما لقب أيتام داخل الدار ام يندرجون تحت مسمى آخر!!

اسئلة كثيرة ومع علامات تعجب أكثر تتدافع داخل رأسى ابحث لها عن اجابة.. فبأى ذنب تم اهانة الطفلين تحت مرأى ومسمع ملايين الناس.

فى النهاية لا يسعنى سوى أن أشكر المجلس القومى للطفولة والأمومة بقيادة المجتهدة دوما دكتورة عزة العشماوى على اهتمامها ومتابعتها الجادة لمثل هذة الجرائم التى ترتكب فى حق أطفالنا، كل الشكر للجارة ذات القلب الكبير على احتضانها الطفلين وعدم التنصل من المسئولية.. أما شادى ويزن فلكما الله أحبائى وعوضكما خيرًا كثيرًا، أما المطرب الشعبى الملقب بأبو الأطفال والأم صاحبة كوفرتة الحنية فلكما الجحيم حيثما كنتما.

[email protected]