عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

غادرت دنيانا العالمة الجليلة أستاذة القانون ومعلمة الأجيال التى ترسى بيننا العدل د. فوزية عبدالستار.. وفى نعى تقليدى بجريدة الأهرام لصفحة الوفيات علمنا بوفاتها عليها رحمة الله وفى جنة الخلد بإذن الله.

عفواً.. يا دكتورة فأنت عالمة ومعلمة وإنسانة أكاد أجزم بأنك ملاك ضل طريقه للبشر ظلمناك حية وميتة ولم تهتزى ولا تغضبي لأنك لا ترين ولا تنظرين الا ما تعتقدين انه صواب ويرضى الله عز وجل.. لقد عشت حياتك كما يقول الكتاب وكما يرضى الله وسوله وأشهد أمام الله بذلك.. فالهدوء سمة أصيلة لكِ والرضا فلسفة حياتك والعمل الصالح مهنتك وصنعتك والغضب لديك مزيد من العمل والقراءة والعبادة، والهدوء طابعك الخاص أما الهجوم عليك فعلاجه الصمت والرد الهادئ بعد أن يغلب المهاجم ويستخدم كل أسلحته.

وأؤكد أنك سوف تسامحيننا جميعاً لأنك غادرت دنياك ولم ينعك سوى كلية الحقوق التى عشت فيها حياتك تعلمت وعلمت بها والدكتورة الفاضلة آمال عثمان رفيقة رحلتك العلمية والوزيرة النزيهة.. ولا عجب فمثلك لا يكون له شلة تطبل له وتتغنى به حياً  وتزفه ميتاً.. ولكن لمثلك تلاميذ سوف تعيشين بينهم ومعهم ما بقي وصحفيين وإعلاميين  لن ينسوا ابدا جلالك وعظمتك ونزاهتك وأدبك ووفاءك لزوجك الذى تطابق معك فى العلم والصفات  حيث قمت باستكمال موسوعته العلمية وتفرغت للقانون فى الإسلام وأصدرت العديد من كتبك وكأنك تخصين تلاميذ بعلمك قبل وفاتك.. والحمد لله اقتربت منك عندما شرف البرلمان بعضويتك نهاية عام 1990 وسافرت بصحبتك عدة مرات.. أتذكر فى أولى جلسات البرلمان وقد سبقت خطواتك له سمعتك العطرة والتى تفوح علماً وأدباً وحبا لله والوطن عندما طالبت بتحليل دم للسائقين والطلاب والعاملين وكل من نشتبه بهم حقناً لدماء الحوادث وحفاظاً على شبابنا من خطر الإدمان الذى استشرى مؤخراً ورد عليك أستاذ قانون قائلا: غير دستورى ولو كتبه طالب بالسنة الأولى بكلية الحقوق لأسقطته فى الامتحان وهنا انتظر الحاضرون نواباً وإعلاميين رغبتك وردك ولكن سيادتك لم تردي ولم تعلقي والتزمت الصمت.. وهنا كتبت لحضرتك كلمة صغيرة وأرسلتها لك وهى «الجبل لا تهزه طوبة والعالم أمثالكم لا يتأثر والقادم أفضل» مع  تحياتى وتقديرى.. وبمجرد قراءة الراحلة العظيمة د. فوزية عبدالستار لتعليقى وجد الحاضرون ولاحظوا ابتسامة مع حمرة خجل على وجهها الطيب وسألت نائبا بجوارها من تكون صاحبة التعليق فأشار لها على شخصى الضعيف.. وبنظرة وابتسامة قدمت شكرها وعقب الجلسة تقابلنا وقالت لى: لقد حقنت دمائى بكلماتك وكنت فى حيرة هل أرد وهذا ليس طابعى وطبعى أن أصمت وأهزم أمام أولادى تلاميذى الذين أدرس لهم. إن القانون ليس قرآناً والدستور ليس منزلاً.. ويجب احترامه نعم تغيير كل منهما وارد ولمصلحة الشعب دائماً».. لقد أراح تعليقك ضميرى وأنهى الجدال وكان علاجا لأننا زملاء نعلم التلاميذ وخلافنا  غير مستحب.

ولم أكتف بذلك بل كتبت ما فيه الكفاية وساندنى رأى د. حمدى السيد أطال الله عمره والطريف أن د. فوزية عبدالستار انزعجت من قسوته على معارضها وقالت لى إنك تكتبين بقلم رقيق رقة السيف ولا يهمك إسالة دم من ترين أنه أخطأ.. أنا هزنى ما كتبت بالجريدة كثيراً ومن يومها لم تنقطع صلتى بها ولا سؤالى عنها ولا تهنئتها بالمناسبات ولا سيما عيد ميلادها وكانت تسعد قائلة دائماً تتذكرين حتى بعد هذا العمر.

وعندما زرت النيجر وهى دولة صغيرة فقيرة لكن شعبها يحب مصر والمصريين ووزراؤها تعلموا بالأزهر الشريف فوجئنا نحن الوفد البرلماني بسؤال الكثيرين أين د. فوزية عبدالستار ود. حورية مجاهد نائبتا البرلمان؟ وكانتا خرجتا من التعيين فى برلمان  جديد وعقب عودتى كتبت «سؤال للدكتور فتحى سرور من النيجر» ونقلت سؤال البرلمانيين بالنيجر وثناءهم على  كل من النائبتين العالميتين وهنا اتصلت بى كل منهما وهما فى غاية السعادة لوجود وفاء من محررة برلمانية قدرتهما ونقلت تقدير دول صغيرة لهما.

والآن ترحل العملاقة د. فوزية عبدالستار وهى تفتقد الوفاء وكلمة حق وهى فى رحاب الله.. فلها الرحمة والدعاء لأسرتها بالصبر.

ورحم الله من مات وهدى من بقى.