رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

عاوزة أروح لربنا وأسأله ليه مطلعتش الأولى؟ّ!

سارة طالبة بكلية طب الأسنان بجامعة المنصورة، كانت متفوقة فى دراستها خلال السنوات الأولى بالجامعة، وسعت إلى الاستمرار فى التفوق والحصول على الترتيب الأول على دفعتها فى السنة الخامسة، واكتشفت عدم قدرتها على تحقيق أمنيتها، فأصيبت باكتئاب حاد كما قالت شقيقتها «مريم» واتخذت سارة قرارها بالانتحار، لتذهب إلى ربنا وقد يمكنها أن تعرف سر عدم محافظتها على التفوق.

«هكذا كانت تعتقد سارة» وتناولت قرص حفظ  الغلال، وماتت وكتبت شقيقتها مريم على فيسبوك، «الله يرحمك يا سارة ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة». يا مثبت العقل، ماذا حدث فى الدنيا من جرائم بشعة خاصة التى نرتكبها فى حق أنفسنا. فقدت قضيت ليلة كاملة أدقق النظر فى وجه طفل برىء لا يتعدى عمره الأربع سنوات يجلس فوق درجة سلم عمارة زائغ العينين بجوار شقيقه الراقد بجواره على البلاط البالغ من العمر حوالى ثلاثة أشهر، الحكاية أن والد الطفلين انفصل عن والدتهما وتزوج كل منهما.. الأب يأخذ الطفلين ويتركهما أمام منزل الأم، والأم تردهما إليه وتتركهما أمام منزله، وفجأة وجد الطفلان نفسيهما أمام باب شقة أحد الجيران، يرقد الصغير على الأرض والكبير بجواره ينظر الى المجهول، ولسان حاله يلعن الأب والأم، اللذين تجردا من العاطفة ومن الأبوة والأمومة، وهام كل منهما على وجهه يبحث عن شريك آخر فى الحياة، الأب فلسطينى متزوج من أربع والأم قررت البحث عن حياة جديدة مع  زوج آخر.

هذا التصرف غير الإنسانى من أب وأم لا يحدث فى عالم الحيوان، فالكلبة لا تستطيع مهما أوتيت من قوة أن تنزع رضيعها وهو راقد فى حضنها يتغذى من لبنها، ولا القطة الصغيرة تستطيع أن تبعدها عن أمها، أما فى عالم الانسان فحدث ولا حرج. هناك أسر مكونة من أب وأم فقط ولا يستطيعان الإنجاب، ويتمنيان لو تنازلا عن كل ما يملكان من مال مقابل إنجاب طفل يتخذانه زينة الحياة الدنيا، لأن الله يهب من يشاء الذكور ويهب لمن يشاء الإناث، ويجعل من يشاء عقيما.

الجرائم تطورت واتخذت لها أشكالاً متعددة لم تتوقف على القتل البشع فقط، فهناك ما هو أبشع من القتل مثل الانتحار لأسباب تافهة، فلا يوجد سبب يجعل الانسان ينهى حياته بيده، لأن الانتحار حرام شرعاً. حالة سارة ليست الوحيدة فى الانتحار، فهناك حالات كثيرة وقعت لأسباب تافهة مثل الطالب الذى صور واقعة انتحاره وبثها فيديو مباشر، وكثيرون مثله تخلصوا من حياتهم بأقراص حفظ الغلال، وذهبوا وتركوا خلفهم جروحاً لا تندمل للأسر ما هى حكاية الأمراض التى أصبحت وسيلة للتخلص من الحياة وليست وسيلة لحفظ الحبوب من التسوس، كما أن تنكر الآباء لأبنائهم الصغار أصبح ظاهرة إما بالهجران أو بالقتل.

هذه الجرائم البشعة فى حاجة  إلى دراسة مستفيضة  من علماء النفس والاجتماع، يجب أن تفرد لها الندوات والاجتماعات واللقاءات الإعلامية لبحث هذه الظواهر الخطيرة، ووضع توصيات تشجع على الحد منها، وتغليظ  العقوبات ضد المخالفين للقوانين التى تحافظ على الطفولة وحياة الانسان بشكل عام.

هذه الأيام تحتفل مصر والعالم بيوم الطفل العالمى الذى اعتمدته الأمم المتحدة، كما أن هناك احتفالا للمجلس الأعلى للإعلام بمناسبة مرور «30 عاماً» على اتفاقية الطفل، ونرجو أن نجد تسخر هذه الفعاليات عن حلول قوية من أجل ضمان حماية أكثر للطفل، وحماية لحق الحياة، وننقذ المجتمع من هذه الجرائم الدخيلة عليه.