رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

تناولت بالأمس مشكلة أراضى الاستصلاح فى رأس سدر بجنوب سيناء، وعدم جدواها اقتصاديًا، لارتفاع ثمنها، وعدم قدرة المشترى على حمايتها، وملوحة الأرض، وضعف مياه الآبار، وأوضحت أن هذه العروض تسبب خسائر فادحة للأفراد، ناهيك عن شاب يجاهد من أجل توفير فرصة عمل مستدامة بمبلغ اقترضه من أسرته أو البنك.

عقب نشر المقال تلقيت عدة مكالمات من أشخاص مروا بتجربة استزراع أرضٍ فى جنوب سيناء، تقع القطع التى اشتروها بالقرب من رأس سدر، الثلاثة اتفقوا مع ما طرحته، وحذروا الأفراد، ولا سيما الشباب من الإقدام على شراء هذه الأراض، وأكدوا أن الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة، تطرح هذه المساحات عن طريق المحافظات، دون دراسة، ودون توفير حماية، وبدون مد يد المساعدة بالإرشاد أو غير ذلك، وأكدوا أن الآبار والأرض ملحت، والخلاصة أنهم خسروا آلاف الجنيهات على الأرض.

بالنسبة لطبيعة الأرض، فهى كما سبق وذكرنا، ملوحتها مرتفعة، ولا تصلح للزراعة سوى بأشجار الزيتون، هذا فى حالة توفير مياه عذبة، والحكومة أو المحليات تسلم الأرض وتغسل يدها منها، وتفاجأ بالبدو ينازعونك فى ملكيتها، ويسرقون المعدات والمحصول والمواشى، وعندما تستسلم وتعلن الراية البيضاء وتراضيهم بمبلغ، كما يقال، تفاجأ بأنك ادبست، وأنك تخسر الجلد والسقط دون عائد.

آبار المياه سطحية ومياهها بالكاد تكفى مساحتك لخمس سنوات بعدها تجف، إذا عمقت البئر خرجت مياه مالحة، وذلك لقرب الأرض من مياه البحر، وبعد أيام تزداد ملوحة الأرض، ويجف الشجر لحاجته إلى المياه، كيف ستتصرف؟، هل ترويها بمياه معدنية؟

شجرة الزيتون تحتاج ثلاث سنوات لكى تطرح، ومحصولها خلال السنوات الخمس الأولى، بعد الطرح، لا يكفى نفقات الزراعة، يعنى لو أن ربنا وفقك ورضيت البدو، وعاش معك بئر المياه لمدة عشر سنوات، تكتشف أنك تنفق أموالًا من لحم الحى دون عائد، وعندما تطرح الأشجار بعد ثلاث سنوات، تفاجأ بأن محصولها لا يكفى نفقات الزراعة، وعندما تنتظر عدة سنوات على الأشجار لكى تطرح محصولًا اقتصاديًا، يتسلل البدو، الذين سبق ورضيتهم، ويسرقون المحصول ليلًا، أو تفاجأ بأن البئر قد جف.

خلاصة المكالمات والتجارب التى استمعت إليها، أن هذه الأرض: مقلب كبير، ومن يقدم عليها سوف يخسر الجلد والسقط، والمفترض أن تطرح على بدو سيناء أو على شركات كبيرة، شرط أن توفر الحكومة المياه اللازمة للرى، والحماية من البدو.

 

[email protected]