هموم مصرية
خطوة طيبة ـ وبناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى ـ يتابع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، عمليات إعادة تأهيل وتطوير سوق العتبة التاريخى.. وهو لمن لا يعلم: أول مول تجارى «عصرى» فى الشرق كله.. وإن كان اسمه القديم والأول هو سوق العتبة.
وفكرة هذا السوق نبعت من عقل الخديو إسماعيل.. وهى أول معاركه مع محاربة العشوائيات، فى المبانى والأسواق، فى المبانى شق شوارع عبدالعزيز.. ومحمد على.. وكلوت بك والأهرام، وفى الأسواق انشاء هذا السوق ليقضى على عشوائيات «السويقات» التى كانت قائمة.. ونقلها عن سوق باريس.. واختار لها منطقة المناصرة أى العتبة الحالية وكان مكانها منطقة للمقابر.. وتلاً للعقارب، ومستنقعات وبركاً وغيرها، وأمر وزير أشغاله على باشا مبارك بتوصيل الغاز لإنارة هذا المول، أى السوق، مع نظام متكامل لإطفاء الحرائق.. وكذلك أمر شركة ليبون بتوصيل خدمات المياه إلى السوق ليستمر نظيفاً وصحياً.
< وهذا="" السوق="" يقع="" الآن="" بين="" شوارع="" الأزهر="" والعطار="" والمرجان،="" وكانت="" مساحته="" تصل="" إلى="" 5200="" متر="" مربع..="" ليحل="" محل="" سويقات="" من="" أقفاص="" الجريد="" وعروق="" الأخشاب،="" وبالطبع="" منع="" الخديو="" إعادة="" أى="" «نصبة»="" لبيع="" الخضر="" والفواكه="" والطيور="" والأسماك..="" وهو="" ما="" نعجز="" عنه="">
وتابعوا ماذا حدث لسوق منطقة عشش الترجمان وباكيات وفرتها الدولة للباعة المتجولين، الذين أصبحوا ثابتين.. وهو أيضاً ما عجزنا عن مواجهته فى ميدان العتبة وميدان رمسيس حتى ضواحى القاهرة.
< ومن="" المؤكد="" أن="" ثمن="" متر="" الأرض="" فى="" سوق="" العتبة="" «الخديو»="" أغلى="" من="" ثمن="" المتر="" فى="" الزمالك..="" فالمحل="" يقاس="" ـ="" هناك="" ـ="">
وتغيرت مهمة السوق من بيع الخضر واللحوم والطيور والأسماك.. إلى سوق يبيع 100 ألف صنف وصنف، أى يبيع كل شىء.. وأى شىء، وإذا دخلت إليه فلن تنجح فى الخروج منه إلا بمصاحبة أحد العاملين فيه، إذ أصبح مثل بيت جحا الداخل إليه مفقود.. والخارج منه مولود.
نقول ذلك رغم وجود العديد من الأبواب والمداخل للسوق من كل اتجاه.. وبالطبع الهواء ـ داخل السوق ـ غير صحى بالمرة.. وكذلك الإضاءة الطبيعية والتهوية الجيدة.. مراعاة للصحة العامة.
< وكم="" نتمنى="" من="" الدكتور="" مصطفى="" مدبولى،="" رئيس="" الوزراء،="" وهو="" يشرف="" بنفسه="" الآن="" على="" عملية="" تأهيل="" هذا="" السوق="" أن="" يراعى="" فتح="" أماكن="" للتهوية..="" والضوء="" الطبيعى="" وتزويده="" أيضاً="" ـ="" كما="" كان="" ـ="" بشبكة="" للمياه="" سواء="" لخدمة="" السوق="" والمترددين="" عليه..="" ولكن="" أيضاً="" لمواجهة="" أى="" كارثة="" حريق..="" كما="" حدث="" من="" عدة="">
والمطلوب ـ على الأقل ـ إعادة السوق إلى ما كان عليه، عند الإنشاء ووضعه تماماً تحت الرقابة والإشراف.. والتأمين مع إعادة الطلاء ليعود براقاً.. كما كان فى القرن 19.
< وأدعو="" بالرحمة="" على="" روح="" الخديو="" إسماعيل..="" الحاكم="" الذى="" سبق="" عصره="" وصاحب="" أشجع="" مشروع="" لاستقلال="" مصر="" عن="">