حفنة كلام
على طريق الكباش بالأقصر وفى الجانب الشرقى منه يقع مبنى بيت الشعر الذى أُنشئ بمكرمة من الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة الذى أنشأ ابيات الشعر فى معظم البلدان العربية لإيمانه العميق بالأدب والإبداع فاهتم بالمسرح والتاريخ والمخطوطات وعوّض مصر عما أُحرق منها بالمجمع العلمى بالقاهرة، وأقام دار الجغرافيين ودار المؤرخين وغيرها من الأيادى البيضاء التى يقول عنها دائما: «هذا بعض حق مصر علينا» لا سيما أنه خريج جامعة القاهرة.
تلقيتُ دعوة كريمة من الصديق الشاعر حسين القباحى مدير بيت الشعر بالأقصر لحضور مهرجان الشعر العربى الرابع، ورأيت كيف يستطيع بيت صغير أن يشعّ ثقافة وإبداعا، سعدت بحضور الأصدقاء الأستاذ عبدالله العويس مدير دائرة الثقافة بالشارقة والأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بالشارقة والشاعر محمد البريكى مدير بيت الشعر بالشارقة؛ وقد أدرتُ ندوة حول «تحولات القصيدة العربية» بصحبة الصديقين الناقدين الدكتور أحمد درويش والدكتور عبدالرحيم الكردى رصدا خلالها رحلة القصيدة العربية وتطورها عبر العصور والأجيال ودار نقاش كبير حول ما آلت إليه القصيدة العربية، وعن الفجوة الكبرى بين المبدع والمتلقى وكيف يعود المبدع إلى الجمهور، واشتد الحوار احتداما عند مناقشة مصطلح «قصيدة النثر» وكانت الأمسيات الشعرية التى تجاورت فيها الأجيال الشاعرة فرصة لى كى أسمع الأصدقاء الشاعر الكبير درويش الأسيوطى وسعد عبدالرحمن وأحمد سويلم وأحمد نناوى وأشرف قاسم وحسن شهاب الدين وشيرين العدوى ومحمد اسماعيل ومحمد عرب صالح وأحمد عادل وجابر بسيونى ومحمد عبد المولى وصلاح اللقانى وحاتم عبدالهادى ( القادم من العريش) وعلى مصطفى لون وسهير المصادفة ومروة جابر ومصطفى جوهر ومحمود مرعى وأحمد العراقى وشريفة السيد وعبدالعزيز الزراعى ومحمود حسن والحسين خضيرى وايهاب البشبيشى وشريف أمين وعبيد عباس ومحمد منصور الكلحى وبكرى عبدالحميد؛ وكم كان فرحى كبيرا بمعرض الحروف العربية الذى أقامه فنانو الخط العربى بلوحاتهم الجمالية المدهشة، إنهم يشخّصون الحروف فتمشى لوحاتهم، وتجذب عيون المشاهد وتصطحبه ليتجول فى بستان الحروف وأسرارها، وكم فرحت بأمسية شعراء الواو عادل صابر وعبدالناصر ابو بكر وفوزى عبدالسميع ، هذه الأمسيات التى قدمها حسن عامر وخالد الطاهر ومحمد جاد المولى وبكرى عبدالحميد، وقد أعجبنى حرص الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على الحضور وفتح بيت الثقافة للشعراء؛ وكل التحية للفنان أحمد اسماعيل الذى أطربنا بصوته وعوده وكلمات أغانيه وإحساسه المرهف، وسعدنا بفرقة قنا للفنون الشعبية وفرقة الأقصر للموسيقى العربية... كل هذا المهرجان أقامه بيت الشعر بالأقصر، عمل جاد هادف يحتفى بالشعراء وبالشعر الذى يجعل الأرض أكثر اتساعا وأحلامًا وجمالا.
• خاتمة الكلام:
قال الشاعر:
وتيهتمونى فى بديع جمالكم
فلم أدر فى بحر الهوى أين موضعى؟