رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 

يا سبحان الله.. المرشد الإيرانى غيَّر رأيه الآن.. بعد أن انكوى بنيران غضب شعبه.. اتهم من ثاروا ضده احتجاجاً على قرار رفع أسعار البنزين بأنهم «مخربون ومثيرو شغب» مدعومون من الأجانب أعداء الإسلام.. وليسوا من شعب إيران.. لكنه كان قبل عدة سنوات يعتبر ما حدث فى مصر بعد 25 يناير 2011 «صحوة إسلامية».. عندما ألقى خطبة يوم 4 فبراير 2011 باللغة العربية مؤيداً فيها المتظاهرين فى مصر وزاعماً أنهم يسيرون على هدى الثورة الإيرانية.. وداعياً إلى إقامة نظام دينى فى مصر مماثل للنظام القائم فى إيران.. كما أنه كان يعتبر الأحداث التى وقعت فى مصر وتونس «بوادر يقظة إسلامية» فى العالم مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.. ويعلن اعتقاده بأن سقوط النظام الحاكم فى مصر قبل 2011.. وصعود حلفائه «الإخوان» سيتيح إقامة ما أسماه «الشرق الأوسط الإسلامى».. قبل أن يفاجأ باقتلاع محمد مرسى وعصابته فى 30 يونيو 2013.

< إبان="" حكم="">

كان الإيرانيون يعولون على «مرسى» فى «تبنى تعاليم الخمينى وولاية الفقيه فى بناء الدولة».. وزارهم وزاروه.. ووطدوا علاقاتهم معه ومع قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى.. كان هدفها هو مساعدة الإخوان فى السيطرة على مفاصل الدولة المصرية.. ومن ذلك ما كشفته لجنة إدارة أموال الإخوان.. بعد ثورة 30 يونيه.. من أن إيران حاولت التقارب مع محمد مرسى والإخوان.. بالاتفاق معهم على ضخ نحو 10 مليارات دولار كوديعة فى البنك المركزى المصرى لتقوية الاقتصاد المنهار.. كما عرضوا إمداد مصر بالمواد البترولية لإنقاذ نظام مرسى من أزمة الوقود الطاحنة التى أثارت ضده كل المصريين.

وكذلك كشفت هذه اللجنة عن العثور على مستندات بمقر تنظيم الإخوان.. تكشف قيامهم بإنشاء جهاز أمنى سرى تابع لرئاسة الجمهورية وبمساعدة إيرانية.. وهو ما أكدته بعد ذلك معلومات مخابراتية.. كشفت عن أن عناصر من الحرس الثورى الإيرانى زارت مصر خلال فترة حكم مرسى لتدريب عناصر من الإخوان على إنشاء أجهزة أمنية موازية.. على غرار الحرس الثوري.. بعد أن فشل محمد مرسى فى السيطرة على أجهزة الأمن والقوات المسلحة المصرية.. وكان مرسى فى طريقه بالفعل لبناء «الحرس الثورى» الإخوانى.. لكنه سقط الى الأبد وضاعت معه أحلامه وأحلام أصدقائه الإيرانيين.

•• الثابت

ان الموقف الإيرانى من «ربيع 2011 المصرى» لم يكن نابعًا إلا من حسابات المكاسب التى ظن الإيرانيون ومرشدهم أنهم سوف يجنونها من إسقاط «نظام ما قبل 25 يناير».. فها هى مصر صاحبة المكانة القيادية الرفيعة فى المنطقة العربية وصاحبة الموقف المعارض للتمدد الإيرانى فى المنطقة العربية.. تسقط فى «دوامة الثورة» ويضعف نظامها السياسى.. وهو ما يريده نظام الملالى الإيرانى تحديدًا.. من أجل محاولة تحقيق حلم تعزيز وضعه الإقليمى.. ومن أجل ذلك سارع الإيرانيون بتأييد «الثورة الشعبية المصرية» منذ أيامها الأولى.. وأيضاً لأنهم رأوا فى هذه الأحداث ما يمكن أن يصرف أنظار العالم عن أزمة برنامجهم النووى مؤقتًا حتى يكتمل لهم ما أرادوا تنفيذه من مراحل هذا البرنامج.

والغريب أن النظام الإيرانى الذى سارع بتأييد انتفاضتى المصريين والتونسيين واعتبرهما من «ثمار الثورة الإسلامية الإيرانية».. هو نفسه الذى رفض السماح للمعارضة الإيرانية بخروج مظاهرات تأييد لشعبى مصر وتونس.. والسبب معروف طبعاً.. وهو أن «الملالى» خافوا من أن تتحول مظاهرات المعارضة إلى مظاهرات مضادة للنظام الحاكم فى طهران نفسه!

<>

يرى النظام الإيرانى الحاكم أن الاحتجاجات الشعبية العارمة التى انطلقت ضده هى «خيانة وتخريب».. رغم أنها لا تختلف أبداً عما فعله المصريون.. وأيده هذا النظام فى 2011.. نفس المقدمات والأسباب.. فالأزمة الاقتصادية الإيرانية الحالية تشبه تماماً أزمة نظام مبارك، حيث فقد الشعب شعوره بثمار النمو الاقتصادى فخرج غاضباً ليسقط النظام.. المصريون هتفوا: «عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية».. وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط النظام».. ولم يكتفوا فقط بالمطالبة بالإصلاح الاقتصادي.. وهو ما يفعله الإيرانيون الآن أيضاً.. حيث يطالبون بإسقاط المرشد الأعلى على خامنئى ونظامه.. ويهتفون: «الموت للديكتاتور» و«يسقط حكم ولاية الفقيه».  

< ما="" نريد="">

هو أن ما يحدث فى إيران اليوم.. وموقف المرشد خامنئى منه قد كشف ازدواجية المعايير الإيرانية.. وزيف خطابها السياسى والدينى المتناقض.. كما أن مقارنة الأسباب والمقدمات التى قادت إلى الاحتجاجات الشعبية الحالية فى المدن الإيرانية بما حدث فى مصر وتونس عام 2011.. تدل بما لا يدع مجالًا للشك أن إيران مقبلة على تغيير سياسى كبير.. إن لم تكن «ثورة كبرى» تقتلع كل نظام الملالى من جذوره.