رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

الواجب أن نقول للمحسن أحسنت، وللمسىء أسأت، هذه القاعدة لا يعرفها الكثير من الناس، وهناك من الناس من لا يرى العمل الجيد، وتجده فاقداً ما هو جميل، وفى المقابل تجد من يرى الأعمال الحسنة برؤية المحسن نفسه..

لِمَ هذه السطور القليلة السابقة؟، عندما كتبت مقالى «علشانك يا مصر» فى المكان نفسه الأسبوع الماضى، تحت عنوان: «كامل الوزير فى مهمة صعبة».. أثنى الكثيرون على هذا المقال، وجاءنى ثناء خاص من معالى وزير النقل والمواصلات هاتفياً، شاكراً لى ما كتبته، وهذا غير مستغرب من معالى الوزير كامل الوزير.. ومعروف أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله سبحانه وتعالى،

ومن هنا أقول لوزير النقل إن واجبى يحتم علىَّ أن أبصِّر الجميع بما يفعله المسئول- أى مسئول- من أعمال، سواء جيدة أو سيئة، وهذا يجب ألا يغضب أحداً، صحيح أن هناك من يرى الأعمال السلبية البسيطة من بعض العاملين فى الدولة، فيحمِّل الوزير المسئولية كاملة، لدرجة أن يصل الأمر إلى حد التطاول على المسئول أو الوزير، وهذا من وجهة نظرى لا يرتقى إلى حد النقد البناء، ولكن يصل إلى حد النقد البغيض غير المسئول، وأقول، وكلى أسف، إن هناك فئة جديدة من الإعلاميين والصحفيين أسهمت بشكل كبير فى فقدان الإعلام قوته الناعمة، التى كان يتميز بها الإعلام المصرى، كما أن هذه الفئة أسهمت بشكل كبير جداً فى فقدان الثقة بينهم وبين المسئولين، لدرجة أن المسئول لم يعد يكترث بالصحفى أو الإعلامى، وهنا لا ألوم المسئول، بل اللوم كل اللوم على الصحفى أو الإعلامى بشكل عام؛ لأنه فقد المصداقية فى نقل الأحداث، ولم يعد عين القارئ، بل تحول إلى «سبوبة» جشعة تريد أن تستحوذ على كل شىء سواء بالحلال أو بالحرام.

أعلم ويعلم كل مسئول محترم فى هذا البلد أن دور الإعلام الحقيقى مكافحة الفساد بشتى أنواعه وصوره والتصدى للفاسدين بكل قوة بسلاح القلم والصورة، وعلى الإعلام أيضاً تعميق العلاقة بين الدولة والمواطن، وعلى الدولة أن تتعامل بكل شفافية مع الأحداث، وعلى المواطن أن يتلقى المعلومات دون تخوين أو تهويل فى الأخبار، ومن المعروف أن الصحافة المحترمة، وأصفها هنا بالاحترام؛ لأن الكثير منها الآن فقد الاحترام والمصداقية، هى مرآة الشعب وعينه على المسئول، وعليها أن تمد جسور العلاقة السوية بينهما..

وأعود هنا إلى المسئول الذى وضع على رجليه «نقش الحنة»، وترك مهامه لصغار الموظفين، وكل ما يهمه أن يكون مكتبه على أكمل وجه، وسيارته فارهة، وحارسه جيد، ولا مانع من أن يضع «سارينة» الشرطة فى سيارته وكأنه وزير الداخلية، فتجد مثلاً مسئول حى المطرية بالقاهرة كل همه النسكافيه الصباحى، ويترك الحى يضرب يقلب من مخالفات فى البناء والقاذورات تملأ الشوارع، والتعدى على حق المواطن فى الشوارع، وبخاصة شارع ترعة الجبل، وتجد مجموعة يسيطرون على رصيف الشارع، وكأنهم استأجروه من الحى، ومن حقهم أن يفعلوا به ما يشاءون، وكما نذكر هنا المسىء، نذكر المحسن، فهناك رئيس حى الزيتون، وأقسم أننى رأيته بعينى فى شارع ترعة الجبل من ناحية الزيتون، ومعه مجموعة من العاملين يقوم بنفسه برصد مخالفات المقاهى والمحلات، ويقوم بتشميع تلك المقاهى بنفسه، هذا مسئول يستحق الشكر والثناء على عمله، وأذكر حادثة رئيس مدينة الزقازيق الذى فاضت روحه أثناء تفقده حالة شوارع المدينة، وأصيب بأزمة قلبية نقل على اثرها إلى المستشفى، وفاضت روحه إلى بارئها.. هل يستوى هذا المسئول بالمسئول الذى يتكئ على جنبه، ويحتسى الشاى فى مكتبه العامر..

وأعود إلى الوزير الذى ترك مكتبه ليتفقد إدارته بشكل مباشر، فهو يعد من أنشط الوزراء فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما كان رئيس الوزراء إبراهيم محلب الذى قيل عنه رئيس وزراء الشارع، فلم يألُ جهداً فيما يقوم به من مهام، وكنت تجده كل صباح فى مكان ما جديد.. هكذا هم الوزراء النشيطون الذين لم تبهرهم كراسى الوزارة، واختاروا العمل الميدانى خيراً لهم من المكاتب، وهنا يحضرنى كل من وزيرة الهجرة ووزير الآثار ووزيرة الاستثمار، وطبعاً فى مقدمتهم كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات..

يا سادة نحن نريد وزراء ميدانيين «مش مكتبيين»، وزراء يرتدون «الأفرول» من مصنع المحلة.. وليس بدلًا من «بيير كاردان» نريد أن نشم عرقهم من الجهد والتعب، ولا نريد أن نشم بارفانات «كيلفن كلاين»، نريد أن نرى وزراء الشوارع وليس وزراء المكاتب، انفضوا الغبار عن مكاتبكم، واتركوها كما فعل كامل الوزير..

وتبقى كلمة:

نهنئ وزارة النقل والمواصلات بوصول الدفعة الأولى من الجرارات الأمريكية يوم 29 من الشهر الحالى من أجل تطوير هذا المرفق الهام والحيوى ليتحول من مقبرة المواطن والوزراء إلى هيئة مواصلات محترمة تسعد المواطن باستخدامها دون تزويغ أو تدمير..

وأخيراً: لا شكر على واجب معالى الوزير.