رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعم لن نسامح أوّل من سنَّ سُنةً سيئةً أو مارس عادة سلبية، أو أوّل من أقدم على فَعلة بغيضة أو انتهج سلوكًا مقيتًا وذلك فى غيابٍ كليٍ للضمير وفى غفلةٍ من القانون، فاتّبعه جمع كبير من الناس وانساقوا وراءه مُقلدين بلا وعيٍ أو إدراكٍ أو تمييز، وحُجتَهم فى ذلك أن الكثير فعلوه من قبل ولم يُحاسبوا، ممّا أشاع الفوضى ونشر العشوائية والهمجية وعمّم السوء فى المجتمع ككل.

ولا شك أن جزاء المُقلدين أيضًا كبير وعلى قدر ما فعلوه، وعلى أساس أيضًا إغفالهم لنعمة العقل والتى ميّزهم الخالق بها، والتى من المفترض أن تُرشدهم إلى طريق الصواب وأن تُبعدهم عن كل تضليل ٍأوضلال، ولكن جزاء أوائل السوء أعظم وأكبر، فكل من أشاع سوءًا بين الناس- وكان فى ذلك سبّاقًا- يتحمل وِزر وإثم من اتّبعوه، كما يتحمًل أيضًا اللعنات المتلاحقة من المجتمع كله إن وُصم بالفاسد أو الهمجى والظالم.

وإن ذكرنا أوائل الفاسدين فالأمثلة كثيرة، وحدّث بصوت عالٍ وأعلن جُرمهم بلا أى حرج ولكن لا شك أن ذكر ما فعلوه فى المجتمع قد يثير فى أنفسنا كل معانى الأسف والحسرة.

ويتنوع أوائل الفاسدين على حسب أمرين أولهما على قدر ما يُقدِمُوا عليه من أفعال وعادات سلبية فالعبرة هنا (بالفعل المُشين) وقدر تأثيره على الجميع والذى يتراوح فى درجة الشدة، فمنهم من يؤسس لعادات سلبية ومنهم من يرتكب أمورًا عظمى أشبه بالجرائم، وثانيهما على حسب من يُقدم على ارتكاب الفعل المشين أى على أساس (الشخص نفسه مُرتكب الفعل)، فلا شك أن كلما عَلا قدر الشخص من الناحية العلمية أو الفكرية والثقافية أو كان من بين أصحاب السلطة والمال أو كان مشهورًا محبوبًا فى مجاله وكان لديه الآلاف من المتابعين كلما كان تأثيره أقوى من الأشخاص العاديين فى أن يتبعه القطيع من الناس إن أسّس لمنهج فاسد أو نشر فكرًا مبتورًا أو جاء بفعل مكروه ولم يحاسب.

فالأمثلة كثيرة ونراها بوضوح فى مجتمعنا، فحين نتحدث عن أوائل الفاسدين فلا ننس أول من ألقى النفايات ومخلفات المصانع فى مياه النيل ولم يحاسب، وأول من ألقى القاذورات فى الشارع، أول من كسر إشارة مرور بغير اكتراث، أول من أوقف سيارته فى الممنوع، أول شحاذ ادعى المرض كوسيلة لكسب تعاطف الناس لكى يُدر أموالًا بادّعاء، أول من استخدم خرطوم المياه لرش الماء بالشارع وإهدارها بلا أدنى فائدة، أول تاجر فاسد احتكر سلعة أو بالغ فى تسعيرها لتحقيق مكاسب شخصية، أول من أهان وسب ولعن إلى أن أصبحت الشتائم الفجة سمة من سمات الشارع المصرى، أول من سخر واستهزئ بغيره سواء على شكله أو مرضه أو وظيفته أو مستواه المادى أو الاجتماعى، أول من عاكس أو تحرش بفتاة، أول من استخدم الدين كستار وشعار اعتاد أن يرفعه لكى يبرر طمعه وغرضه الدنيوى، أول من فرض الإتاوات عنوة على قائدى السيارات بعد أن احتل جزءًا من الطريق بطرق غير مشروعة، أول من هضم الحقوق وشهد الزور وأشاع الظلم، أول المنافقين والسارقين، أول من أفسد الذوق العام بكلمة أو أغنية أو بعمل فنى ردىء، أول من نشر الفسق والفجور، أول من ضلّل الناس ونشر الكذب والإشاعات وأضاع الحقيقة لمواءمات أخرى، أول من حنث بوعده وشاع كذبه وتناقضت أقواله، أول من عمّم قاعدة اشغالات الطريق وانتشار الباعة الجائلين فى الشارع، أول الفاسدين فى كل مجال كأول من أدخل البذور المسرطنة، وأول من باع سلعًا للناس وهى غير مؤهلة للاستهلاك الآدمى، أول من لوّث الماء، وأول من غشّ الدواء، وتلاعب بمواد البناء، وخالف شروط البناء، والأمثلة مازالت كثيرة.

هذا غيضٌ من فيض، وبعضٌ من كل، أما أوائل المفسدين وأتباعهم، فلن نسامحكم!

[email protected]