عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

الإنجاز أعلنه الأحد الماضى عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى بقراره التاريخى الذى يقضى بانهاء العمل بملحقى الباقورة والغمر من معاهدة السلام التى وقعت بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وهو الإنهاء الذى رأى فيه البعض مؤشرا على بدء معركة سياسية وإعلامية ودبلوماسية واستخباراتية واقتصادية ومالية حامية الوطيس بين طرفى معاهدة «وادى عربة». لقد تمكن الملك عبدالله الثانى بهذا القرار من استرداد أرضه وحررها من ربقة تأجير إسرائيل لها على مدى خمسة وعشرين عاما، وأثبت الملك عبدالله بذلك حرصه على الحفاظ على حدود دولته فى منطقة زاخرة بالتقلبات والتوترات لا سيما أن إسرائيل الطرف المقابل فى المعاهدة هى الكيان الخسيس العنصرى الفاشى المغتصب للأراضى، والتى لا تحفظ عهدا ولا تقيم وزنا لشرف المواقف. ولا أدل على ذلك مما شهدته الخمسة والعشرين عاما الماضية من تدهور فى العلاقات بسبب سلوك إسرائيل العدوانى.

جاء قرار الملك عبدالله الثانى بإنهاء عقد تأجير الأراضى ليوجه صفعة لإسرائيل التى اغتصبت الأراضى ودنست المقدسات فى القدس. لقد نظر إلى قرار عدم تجديد عقد الايجار على أنه مؤشر على العلاقة المتوترة بين الأردن وإسرائيل خلال السنوات الأخيرة، والتى ازدادت وطأة بمواقف الكيان الصهيونى حيال قضايا تشمل وضع القدس وعدم احراز تقدم فى التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. جاء القرار ليثلج صدر الأردنيين الذين تطلعوا إلى اتخاذه. أما نيتنياهو فقد قال إنه لا يزال يأمل فى التفاوض على تمديد عقد الإيجار ولكن خاب فأله واتخذ القرار بإنهاء العقد وعادت أراضى الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية، وأغلقت البوابات الحدودية وتم منع الإسرائيليين من الدخول.

عودة أراضى المنطقتين للأردن كان بمثابة الصفعة الذهبية التى وجهتها دولة الأردن إلى الكيان الغاصب الذى عكس بسياسته أسلوب المماطلة والمراوغة وتحويل المؤقت إلى دائم، والذى ظن أن بإمكانه تحويل اتفاق ايجار المنطقتين إلى ملكية خاصة له تمشيا مع سياسته التى اعتاد من خلالها السطو على الأراضى العربية يحركه فى ذلك عقلية اغتصاب الأراضى بوضع اليد عليها. واليوم عادت المنطقتان إلى الأردن بعد أن كانتا مرهونتين بموجب اتفاقية السلام إلى استعمالات إسرائيلية. وتجسد عودتهما إنجازا يعكس موقفا سياسيا وطنيا بوصفه مطلبا شعبيا تجاوب معه الموقف الرسمى الغاضب من سياسات إسرائيل بعد أن ظنت أن بإمكانها ممارسة القوة والاحتفاظ بالأراضى الأردنية إلى الأبد.

جاء قرار عودة الباقورة والغمر اليوم إلى السيادة الأردنية بعد ما شهده الخمسة والعشرون عاماً الماضية من تدهور فى العلاقات بسبب سلوك إسرائيل العدوانى والعمليات الدنيئة التى قامت بها مثل محاولتها اغتيال خالد مشعل واغتيال أحد قضاة الأردن فى 2014. جاء القرار ليكسر نزعة الاستكبار والغطرسة الإسرائيلية. ولعله يكون صفعة لها من أجل الإفاقة.