عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأتراك يكرهون السوريين، وسر الكراهية موجود فى صورة محفوظة فى أرشيف الفاتيكان وفى الصورة توجد أمهات أرمنيات معلقات على الصليب عاريات تم صلبهن اثناء الإبادة من قبل الجنود الأتراك.

وكان موقع الإعدام فى صحراء دير الزور بسوريا، وقتها قام أهالى دير الزور بإخفاء اطفال الارمن ومن استطاع الهرب من المذبحة من البالغين وكان الدرك التركى يمر ويسأل الاهالى عن الاطفال، وكان أهالى دير الزور ينكرون رؤيتهم ويدعون أن الاطفال أطفالهم.

ولم يستطع الأتراك القضاء على نسل الارمن لدفاع السوريين عن أطفالهم. والجدير بالذكر أن عدد سكان الأرمن بمدينة دير الزور فوق 25000 نسمة، ووفقًا لمنظمات الشتات الأرمنى فهناك ما يقرب من مليون والنصف أرمنى فى سوريا، ويعيش معظمهم فى حلب؛ ولكن فى الواقع قد انخفض عدد السكان الأرمن فى سوريا خلال السنوات العشرين الأخيرة، ليصبح فى الوقت الحاضر ما يقرب من مليون.

ومُنذ قدوم الأرمن إلى سوريا، تصرفوا وكأنه وطن بديل عن أرض أجدادهم؛ وكانت محبة الناس واحترامهم للأرمن عاملًا أساسياً لاستقرارهم وازدهارهم. وفى الحقيقة إن الإبادة الأرمنية ليست أولى المجازر التى تعرّض لها الأرمن الذين كانوا يعيشون فى السلطنة العثمانية؛ فمنذ بدايات العقد الأخير من القرن التاسع عشر، راح الشباب الأرمن الذين تلقوا تعليمهم فى الجامعات الأوروبية يطالبون بإصلاحات سياسية وبملكية دستورية وبانتخابات وبإلغاء التمييز ضد مسيحيى السلطنة، وهذا ما أغضب السلطان العثمانى عبدالحميد الثانى المعروف بلقب السلطان الأحمر، من هذه الخلفية، وارتكب العثمانيون، بين عامى 1894 و1896، مجازر بحق الأرمن راح ضحيتها حوالى 80 ألفا، وعرفت باسم المجازر الحميدية. ومن أبشع المجازر التى ارتكبت آنذاك حرق نحو 2500 امرأة أرمنية فى كاتدرائية أورفة.

ولقد تم الاعتراف بالمذابح من قبل اثنتين وعشرين دولة وبالإبادة التركية للأرمن ومن تلك الدول المعترفة فرنسا؛ وبذلك تحققت خطوة هامة تمنح زخماً لجهود أرمينيا وهى إصدار البرلمان الأوروبى بيانا يعترف فيه بالإبادة ويطالب تركيا مجدداً بالاعتراف بالفظائع التى ارتكبتها إبان السلطنة العثمانية بحق الأرمن واعتبارها إبادة جماعية.

والبيان الذى اعتمده البرلمان جاء فى الذكرى المئوية للجرائم التى ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن قبل أكثر 100 ومؤخرا اعترفت أمريكا بذلك. وإبان الحرب العالمية الأولى، كانت تلك المذابح المروعة وأودت بحياة الآلاف منهم؛ وقد بدأت المذابح فعليا فى 24 إبريل 1915، حيث تم تجميع المئات من الشخصيات العامة والمثقفين والأدباء الأرمنيين فى أسطنبول وإعدامهم فى الساحات، كما تم تهجير الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال نحو الصحراء وتركهم دون طعام أو ملابس فمات منهم أكثر من نصفهم نتيجة الجوع وسوء الأحوال الجوية.

وقامت بعض السفن الأوروبية وأبرزها من فرنسا بنقل المئات من الأطفال الأرمنيين إلى دولا عديدة أبرزها لبنان وسوريا ومصر واليونان، واستوطن الأرمن الأغنياء فى القاهرة والإسكندرية. العجيب أنه مازالت الكتب المدرسية التركية تصف الأرمن بأنهم خونة، وتدّعي أن الإبادة الجماعية للأرمن كذبة وتقول الكتب كذلك إن الأتراك العثمانيين اتخذوا «التدابير اللازمة» لمواجهة النزعة الانفصالية الأرمنية.

وتوجد قاعة فى متحف إسطنبول العسكرى عن معاناة المسلمين على أيدى المسلحين الأرمن ويدعون أنهم كانوا متمردين يحاولون الخروج عن السيطرة العثمانية. وللأسف أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون وهذا ما أكده «آرا سوفاليان» الكاتب والباحث فى الشأن الأرمنى من أن المجازر الأرمنية التى اقترفها النظام العثمانى فاقت فى وحشيتها وحشية جنكيز خان وتيمور لنك بدون شك، واذا كان هناك وجود لشعب اتصف بصلاته الوثيقة بالأتراك واخلاصه وخدماته الجليلة للبلاد وصلته برجال الدولة والموظفين والفنانين والأذكياء الذين قدمهم، فهو من دون شك الشعب الأرمنى، وربما هذا ما جعل المجرمين الاتراك يفكرون بأن شعباً بهذه المواهب يجب أن يختفى من التاريخ.

وليس هناك أدنى شك فى حصول المجزرة فالمسئولون الأتراك فى تلك الفترة كانوا يحلمون ببناء امبراطورية بانتوركية طورانية تبدأ بتركيا الحالية وتصل إلى آسيا الوسطى. إن ما فعله الأتراك بالأرمن نقطة فى بحور الدم التى ارتكبها العثمانيون فى حق البشرية والتى للأسف مستمرة حتى الآن.