رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

أشد ما يؤلم المرء ويؤرقه، أن تضيع الحقائق وتتوه المواقف النبيلة وسط زخم الصوت  العالى للأفاقين والمنافقين الذين تجدهم فى أماكن كثيرة.. وكما قلت قبل ذلك فإن الغوغائيين وأصحاب الصوت العالي، غالباً ما يفوزون على السادة المحترمين.. هذه هى سنة  الحياة، وغالباً ما يكسب الجاهل والمعتوه فى أى موقف على العالم وصاحب المواقف.. لكن ذلك لا يدوم كثيراً، ولا يستقر أبداً بين الناس.. وغالباً ما  ينسى التاريخ هذه المواقف غير السوية، ولا يسجلها ولا يعيرها أدنى اهتمام.

لم أعد أستغرب أبداً أن أرى مثل هؤلاء الأفاقين النصابين، وقد ارتفع صوتهم وطغوا بأفكارهم المسمومة، وبات صوتهم هو الأعلى والأشد تأثيراً.. فى أى زمن وأى مكان نجد هذا الصنف من البشر، يحزن عندما يرى الآخرين المحترمين يؤدون ما عليهم من واجب.. ويعتبر هؤلاء من يرفض رأيهم أو  وجهة نظرهم بأنهم الخونة، فى حين أن الخائنين الحقيقيين هم  من يخرجون عن الناموس الطبيعى للحياة، ولم يعد خافيًا على أحد أن هذا الصنف من البشر قليل  الحياء الذى يرتكب أفعالاً مشينة، هو المسموع له، وأن خلاف ذلك من الأسوياء لا أحد يهتم به أو يعيره أدنى اهتمام.

هذه هى سنة الحياة، ومهما فعل الكثيرون من أفعال حسنة أو طيبة، لا يدرى بهم أحد، وهذه هى عادة الناس، أن يجد مثلاً المتطاولون وأصحاب الذمم الخربة، من يسمعهم ويتابع مواقفهم الخسيسة.. فالشاذون عن الحقيقة والأخلاق تجد لهم متابعين حتى لو لم يقتنعوا بأفكارهم وتصرفاتهم المشينة.. كل إنسان لو دقق النظر فيمن حوله سيجد الأفاقين وأصحاب الذمم الخربة هم من يعلون على أسيادهم  من أصحاب العمل والاجتهاد!! نعم هناك بلطجة من المزورين والمضللين، وغالباً ما يعلون فى مؤسساتهم حتى لو لفترة قليلة من الزمن.

هؤلاء البشر هم شر أهل الأرض فساداً، والفاسدون لا يعرفون ديناً ولا ملة ولا أخلاقاً، والجميع يعانى من هؤلاء الفاسدين ومن أفعالهم التى تعدت الحدود  وفاقت التصرفات الطبيعية، وهذه سنة الله فى خلقه، أن تجد من يشذ عن الناموس الطبيعى ويحسب أنه يحسن صنعاً، وهو شر البرية فى الأرض.. فالفشلة يتصورون أنهم أنجح الناس والكذابون والمضللون يحسبون أنهم أهل حق، والجهلاء يعتقدون أنهم أعلم خلق الله. وهكذا، ولا يملك المرء إزاء هذه المواقف المتردية وغير الطبيعية إلا أن يتمسك بأخلاقه واحترامه لذاته، ويعلو بنفسه عن السفهاء ومن على شاكلتهم، ويعرض عن الجاهلين المضللين ويفوض أمره إلى الله، عسى أن يجد لديه ما غاب عن البشر السفهاء الذين كثروا بشكل يدعو إلي  الحسرة والألم ويصيب بالإحباط، فاللهم نجنا من قوم لا يرحمون ومن نفوس ضائعة لا تراعى ذمة ولا أخلاقاً.

[email protected]