في الموضوع
نجحت مصر بنسبة 82% في عرض تقريرها عن حقوق الإنسان امام المجلس الدولي بجنيف، وذلك من خلال تعليقات 110 دول بصورة إيجابية علي التقرير، فيما تحفظت عليه 23 دولة فقط رغبة من جانبها في تسيس هذا الملف و تشويه صورة مصر في مجال حقوق الإنسان.
و حتي لا ننسي لقد تلقت مصر من المجلس الدولي لحقوق الإنسان في عام 2014 أكثر من 300 توصية و ملاحظة لتنفيذها كالارتقاء بالمعاملة الإنسانية في السجون وأقسام الشرطة، و إفساح المجال أمام المجتمع المدني وإعطاء المزيد من حرية الرأي والتعبير، واليوم بعد مضي أقل من خمس سنوات نفذت مصر 92% من تلك التوصيات، كما شهد المجلس الدولي ذاته بتعديل مصر الإيجابي لقانون الإجراءات الجنائية.
و اذا كانت مصر تسعي لتصحيح صورتها المغلوطة التي نقلها عنها الإعلام المعادي وعلي رأسها قنوات الإخوان الفضائية، فإن بعض الصحف والإذعات المملوكة لمنظمات إرهابية بالخارج، تتعمد تشويه هذه الصورة بمعلومات كاذبة تستقيها من منظمات حقوقية مأجورة مثل ( هيومان رايتس ) وغيرها التي تنفق عليها بعد الدول أموالا طائلة وعلي رأسها تركيا و قطر.
و قبل ان يظن البعض ان ما حدث في جنيف كان محاكمة لمصر كما كان يتمني الإخوان و أنصارهم، فإن ما جري هو اجتماع تشاوري يتم كل أربع سنوات بحضور معظم الدول الأعضاء في المجلس الدولي لحقوق الإنسان، وللحقيقة فقد تمكن الوفد المصري برئاسة محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان من الرد علي جميع التقارير المغلوطة و قام بتفنيدها.
و للأمانة فقد حدثت لمصر قفزة كبيرة في الحقوق الميدانية والسياسية، لكن هناك بعض الإجراءات التي تتخذها الدولة في مواجهة التنظميات الإرهابية، فيصدرها الإخوان عبر قنواته علي أنها تضييق للحريات، بينما في حقيقتها تسعي لتحقيق الاستقرار والأمن من أجل تنمية الإنسان و بنائه.
و في هذا الإطار من ينسي المقولة الشهيره لتوني بلير رئيس وزراء انجلترا الاسبق ( فلتذهب حقوق الإنسان الي الجحيم اذا تعارضت مع أمن بريطانيا) قال هذا، في الوقت الذي مازالت تأوي بلده التنظميات الإرهابية علي أرضها و توفر لها الملاذ الآمن و المنصات الإعلامية لنشر أفكارها المغلوطة و أخبارها الكاذبة ضد مصر.
وعلي الرغم من هذا فإن بريطانيا التي أدانت مصر في عام 2014، تراجعت اليوم مؤيدة لثورة 30 يوينو، مشيرة إلي أن الدولة المصرية التزمت بتنفيذ جزء كبير من التوصيات الخاصة بحقوق الإنسان.
باختصار كان الوفد اًلمصري موفقا في عرضه _ الثلاثاء الماضي _ لتقريره الموثق بالادلة و الحقائق و نال موافقة معظم الأعضاء المشاركة فكان بمثابة تصويت علي نجاح مصر و سقوط الإخوان.
الأقتراح الذي أطلقه المستشار بهاء الدين ابو شقه الاسبوع الماضي تحت قبة مجلس النواب بإنشاء وزارة لإدارة الأزمات، يعد اقتراحا إيجابيا يجب ان ياخذ خطواته العملية في اسرع وقت، لأننا أحوج ما نكون لهذه الوزارة التي ينبغي أن تضم صفوة من المتخصصين و القادرين علي التنبؤ بالأزمة قبل وقوعها لإِعداد أساليب المواجهة، والأمثلة علي ذلك عديدة بدءًا بشائعات حروب الجيل الرابع و انتهاءً بما يجري من أزمات علي الأرض التي نرتبك في مواجهتها رغم تكرار حدوثها، و أبسطها الأمطار التي تواجهنا كل عام» فنغرق في شبر مياه»!