رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

 

أشعر بالكثير من الإشفاق، والكثير من الإعجاب، تجاه الجماهير الثائرة فى بغداد مرة، وفى بيروت مرةً ثانية، بحثاً عن شيء من الحرية، وشيء من الكرامة!

أما الإشفاق فسببه أن الغرب، وفى المقدمة منه الولايات المتحدة الأمريكية، التى كانت تقف فى صف الجماهير العربية، أثناء ما لا يزال يتسمى بالربيع العربي، لا تعرف الجماهير فى بغداد ولا فى بيروت هذه الأيام، ولا تقف معها، وإذا حدث وعرفتها أو وقفت معها، فإنها تفعل ذلك على استحياء!

ولم تكن واشنطن تعرف جماهير «الربيع» قبل ثمانية أعوام تقريباً من الآن، حباً فيها، ولا حباً بالطبع فى الربيع، ولكنها كانت تعرفها لأهداف أخرى تماماً.. أهداف لم تعد مخفية ولا عادت سراً.. أهداف تتصل بالرغبة فى فرض تيار سياسى بعينه على المنطقة بأسرها.. أهداف صارت معروفة للكافة، ومنشورة فى أكثر من مكان، ومذاعة من فوق أكثر من منصة!

وهذا بالضبط هو سبب الإشفاق على الجماهير العريضة، التى لا تزال تخرج فى العاصمتين، ولا تزال تتمسك بما تريده وتطلبه، ولا تزال تحرص على أن تعيش عيشة الآدميين على أرضها، ولا تزال لا تمارس عنفاً إلا إذا مارسه معها الطرف الآخر.. ولست بطبيعة الحال أشجع على أى عنف أو أحرض عليه!

ثم هذا نفسه هو سبب الإعجاب أيضاً، لأن هذه الجماهير الغاضبة إذا نجحت فى تحقيق شيء مما تطلبه، وإذا استطاعت انتزاع شيء مما ترفعه فى شعاراتها، وإذا وصلت الى بعض ما ترغب فيه على أرض بلادها، فسوف يكون ذلك بيديها هي، لا بيد الغرب عموماً، ولا بيد الولايات المتحدة خصوصاً، ولا بيد أى طرف دولى آخر من الأطراف التى كانت تتداعى على منطقتنا وقت هبوب رياح « الربيع» فى ذلك العام!

وقتها كنا نظن أن عواصم الغرب تساند «عواصم الربيع» لوجه الله، وكنا نتصور أن ادارة الرئيس باراك أوباما إنما لوجه الله تساعد العواصم التى امتلأت بالغاضبين فى تلك الأيام.. وكنا.. وكنا.. الى أن أفقنا على الحقيقة عارية لا يخفيها شيء ولا يداريها ستار!

ولم يكن لنا فى الحقيقة أن نظن، ولا أن نتصور، ولا أن نتخيل ما لا وجود له على الأرض.. غير أن هذا هو ما حدث بكل أسف!

ولذلك.. فالإعجاب شيء مُستحق للجماهير التى تواجه الحكومتين فى العاصمتين هذه الأيام، بصدورها القوية، وبإرادتها الصلبة، وبعزيمتها الحديدية.. الإعجاب شيء مُستحق لها لأنها تعرف طريقها، ولا تنتظر من أحد أن يرشدها إليه!

الإعجاب مستحق لها لأنها فى العراق وحدها قدمت ٣١٩ قتيلاً و ١٥ ألفاً من المصابين، منذ بدء الغضب فى اكتوبر الماضي، الى يوم الأحد الموافق ١٠ من هذا الشهر، حسب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للبرلمان العراقي.. ولا تزال رغم ذلك كله تطلب الكرامة الإنسانية ولا ترى لها أى بديل!