رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

فى إطار فعاليات الساحة الداخلية المزدحمة، تبدو الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة، قبل نهاية العام الحالي، وقد انحصرت فى إعداد القوائم المشتركة، والتحالفات الانتخابية، مع مزيد من حالات الاستقطاب الشديد، ورغبة محمومة فى التشهير برموز وطنية لم يعد بها موقع لمطعن جديد، وقد نالها نصيب وافر من تداعيات الاتجار فى كافة محاور العمل السياسى على نحو واسع النطاق، وغير مسبوق فى مصر.

ولعل فى تزايد الأدوار المنوط بالإعلام النهوض بها فى ظل الثورة التكنولوجية الاتصالية، ما دفع بالبعض إلى تغيير وجه المنافسة السياسية، وساحات معتركاتها، فانتقل الأمر إلى شاشات الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت.

والواقع أن شيئاً من ذلك يُعد من قبيل تبعات ظاهرة «العولمة»، والتى هى بالأساس نتاج شرعى للثورة التكنولوجية الاتصالية، وقد راحت تبسط أدواتها على مختلف أوجه الحياة، حتى «شاخ» تعبير «العالم قرية صغيرة» وصولاً إلى كونه «غرفة صغيرة»، والحال على هذا النحو يشير إلى نصيبنا المتدنى من ثورة تكنولوجية أفرزت تواصلاً عالمياً يتبنى فى جوهره قيم المشاركة وحرية الحصول على المعلومات وتداولها، لنختزلها فى فوضى إعلامية شديدة الدلالة على مدى احتياجنا إلى الدولة القانونية العادلة.

بيد أن للأمر بعض الوجوه الأخرى، ربما أجدر بالطرح، ونحن فى مرحلة دقيقة من عمر الوطن، لا سبيل فيها إلى اللحاق بطموحات الشعب، إذا ما بقيت الجهود حبيسة أجندات صغيرة لا تستوعب قضايا الوطن الحقيقية، ولا تتبنى آلام الناس.

فليس فى انشغال المجتمع بصغائر الأمور إلا تشتيت، ربما كان مقصوداً، لتلهو الدولة بعيداً عن مسئولياتها؛ ذلك أن برنامجاً انتخابياً حقيقياً وجاداً لم يظهر بعد على الساحة السياسية المنشغلة بالتحالفات والقوائم المجمعة، وقد بات الكل فى واد وقواعد العملية الديمقراطية، المغلوبة على أمرها، تعانى النسيان والإهمال، وربما عدم الاعتراف بجدواها فى ظل ما يشيعون أنه «خصوصية» المجتمع المصري!، لاحظ أن التعبير الأخير موروث سياسى لطالما استتر خلفه حكم مبارك فى محاولة بائسة لصد هجمات الديمقراطية الآتية من جهة الغرب.

وعليه، لا مجال للبحث عن المرتكزات الفكرية للسادة نواب البرلمان المقبل، ولا سبيل إلى المفاضلة بين القوى والأحزاب السياسية وفق معايير موضوعية، تنهض فيها الرؤى والاجتهادات بدور ملموس فى التمييز بين المتنافسين فى «خدمة الوطن»!

والواقع أن «تسفيهاً» جرى لفكرة التحالفات الانتخابية بمقتضى التجربة المصرية، فقد باتت تلك التحالفات الملاذ الآمن للاختباء داخلها من «هول» المساءلة عن الهوية السياسية والفكرية والاقتصادية، حيث لا مجال للحديث عن برامج حزبية، نابعة من دراسات جادة، وفكر علمى حقيقى، ولا نغالى فنقول «أيديولوجيات» فنحيل الأمر إلى دوائر المزاح السياسى!

ولعل الوفد، بما سيعلنه قريباً، يكون قد استمسك بهويته السياسية بعيداً عن المعارك الصغيرة الطائشة، لا تدفعه إلا المصلحة الوطنية، وقد بات بحثها شاقاً على مريديها!

«الوفد»