رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

 

 

 

 

مر زمن فريد على مصر والمصريين كان العلم فيه لا المال يتصدر المشهد وله القيمة العليا وكانوا يقدسون العلم والتعليم وكانت الأقوال المأثورة يتصدرها قول الشاعر: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.. وأيضاً: من علمنى حرفاً.. صرت له (...).. وكان التلميذ فى المدرسة يخشى أن يخطر ولى أمره  بأى أخطاء تقع منه.. وتدور الأيام دورتها وتنعكس الآية ويتوجه أولياء أمور إلى المدارس لضرب المدرسين إذا اشتكى منهم أبناؤهم! عرض د. محمد الباز فى برنامجه على قناة النهار فى 2 نوفمبر 2019 لشاب يدخن علناً أثناء إلقاء أحد عمداء كلية الحقوق لمحاضرة فى كلية التجارة ولفتاة تتحدث فى الموبايل غير مكترثة بأى شىء يرتبط بقيم العملية التعليمية من احترام للمحاضر والمحاضرة زمناً ومكاناً، وعندما نبه الدكتور الطالب رد عليه بأنه سيستمر فى التدخين ولن يخرج!.. أما الفتاة فكان ردها يعنى بأنها ستريه من هى؟!.. على من وعلى ماذا تقع مسئوليات هاتيك السلوكيات شديدة الانحراف؟!.. بينما قاعات المحاضرات الكبرى بالجامعات تصمم بحيث يكون لها بابان أماميان وآخران خلفيان.. الأمامية تفتح على الصفوف الأولى أما الخلفية فتفتح على آخر المدرجات لعلوها بحيث إذا دخل منها أحد بعد دقائق من دخول المحاضر أو الدكتور فلا يراه دكتور ولعدم احتمال أن يشتت فكره ولو لثوان!

هذه السلوكيات الهابطة لا يمكن أن تكون قد حدثت بين عشية وضحاها وإنما قد تكون من بداية اختلط فيها كل حابل بكل نابل وهى تعنى بنهاية المطاف:

1– انهيار قيمة العلم.

2– انحدار بالقصور الذاتى للقيم.

3– اللامبالاة وتغييب أو غياب الأخلاق.

4– ظهور ونمو مفاهيم عكسية أساسها وقيمها بداية ومسيرة ونهاية المال والمعيار هنا بأسبابه ونتائجه المال والغاية تبرر الوسيلة!

وكما قال أمير الشعراء:

والعلم بناء المآثر               والممالك من قديم

كسروا به نير الهوان         وحطموا ذل الشكيم

وكما قال فرنسيس بيكون: المعرفة والقوة البشرية مترادفتان.. رحم الله زماناً كان العلم فيه يرفع بيوتاً من أشد الناس بساطة ويخفض من قدر من كان كل شرفه ونسبه إلى ما يقتنيه فقط من مال وعقار!