رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

م.. الآخر

ذكرنا فى مقال سابق كيف كانت حياة الملياردير عثمان أحمد عثمان أصعب من حياة الملايين الآن ولكن لم يستسلم للفقر، خرج من رحم المعاناة والظروف الصعبة، والألم إلى حياة كريمة صنعها بنفسه بعد أن اعتمد على الله وتوكل عليه حق التوكل، ولم ينتظر أن يأتى له الرزق بل سعى فى الأرض ليكوّن أكبر شركة مقاولات فى الوطن العربى وأفريقيا.

توفى والده وهو فى الثالثة من عمره، وترك خلفه أسرة مكونة من ستة أطفال، أكبرهم لم يتجاوز الثانية عشرة ورفضت أمه الزواج وأمام الظروف الصعبة، لم تجد الأم حلًا سوى خروج الابن الأكبر ليعمل فى محل والده للبقالة، وبسبب كساد التجارة أفلس المحل، وزادت الأمور صعوبة، حتى وجدت الأم وظيفة للابن الأكبر أحمد فى بنك التسليف الزراعى بالإسماعيلية مقابل ثلاثة جنيهات فى الشهر، لتعين الأم على مواصلة مشوارها مع الحياة.

تعلم عثمان من مدرسة الأم التى لا تعرف القراءة والكتابة، الصلاة والأخلاق، والحب والتضحية، وعزة النفس، وإنكار الذات، والعمل بجد، دون كراهية لأحد، أو حسد. وبدأ عثمان حياته وهو طفل عندما قام بزراعة حوش البيت وهو مساحة بسيطة حيث جهز الأرض، ووضع البذور، وقام برعاية الأرض حتى خرج المحصول، فكان الدرس من جد وجد، ومن زرع حصد، والرزق لا يسعى إلى الإنسان، ولكن كما قال الله سبحانه وتعالى «فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه» وتعلم من الزراعة الصبر، وقال سبحانه وتعالى «وبشر الصابرين».

لم يكن يعرف عثمان المصروف الخاص، وكل طموح الأسرة أن توفر الطعام والشراب، وفى يوم فوجئت أمه بوجود قطع نقود معدنية فى جيبه فسألته بدهشة عن مصدرها، فقال إنه قرر العمل «صبى ميكانيكي» عند على إسماعيل الميكانيكى وكان أجره 25 قرشاً فى الأسبوع.

حلم طفولته أن يصبح صاحب شركة مقاولات كبيرة، وكان إعجابه بنجاح خاله الذى لا يعرف القراءة أو الكتابة فقد كان مقاولاً كبيراً بالإسماعيلية. وقد كان فيما بعد أنه أصبح صاحب أكبر شركة مقاولات فى المنطقة العربية بعد أن تسلح بالعلم بتخرجه من هندسة القاهرة، وسلاح الخبرة العملية بالعمل مع خاله بعد تخرجه فى الكلية، والأهم التعلم من مدرسة الحياة، فمع الفشل والفشل يأتى النجاح، المهم الهدف والعمل بجد والله المستعان.

ونستكمل الحديث فى الحلقة القادمة لنعرف شهادة الفقر التى مكنته من التعليم، وتجاربه الأولى مع الحياة العملية وكيف كانت الاستعانة بالله، والعمل والصبر هي مفتاح النجاح.