رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سد النهضة أو سد الألفية الكبير وبالأمهرية «هداسي جاديب»، وهو بالأدق سيكون سد العطش العظيم علي مصر هذا باختصار شديد، وباختصار أشد فإن أزمة هذا السد تثبت أننا لا نحترف إدارة أزماتنا، فمثل هذه الأزمة بداية من مرحلة مقاطعة مصر لإثيوبيا لأكثر من 17 عاماً نهاية إلي إعلان إثيوبيا تحويل مجري النهر للسد يثبت مدي الفشل الذريع الذي وصلنا إليه للوصول إلي حماية مصر من خطر العطش.

 الأزمة بكل ما فيها من ملابسات وتطورات تقول أننا وصلنا لطريق مسدود وأن «هداسي جاديب» سيبني شئنا أم أبينا، جلسنا في مفاوضات أم لم نجلس، ذهبنا إلي إثيوبيا أم لم نذهب، أرسلنا وفداً شعبياً أم رسمياً أم لم نرسل، فالجميع يعرف خططه وأهدافه إلا نحن، وتعالوا نتابع في عجالة وباختصار شديد الأزمة التي نحن فيها.

هلل البعض بعد قيام الرئيس المعزول مرسي بزيارة إثيوبيا وشعروا وقتها أنها خطوة هامة، وقال البعض أن موضوع السد أصبح في أيدينا وبعد وصول مرسي إلي القاهرة من رحلته المزعومة أعلنت إثيوبيا بدء بناء السد والعمل فيه بشكل رسمي!!، وكأن زيارته كانت بمثابة الموافقة الضمنية والرسمية والشرعية لتفجير أول حجر للبدء.

ثم أذيع علي الهواء مباشرة جلسة بين صفوة الفكر والساسة في ذلك الوقت لمناقشة أزمة السد في حضور رئيس مصر وقتها - المعزول محمد مرسي -، ثم تسمع من التفاهات العقلية والآراء السطحية لمعالجة أمر خطير كهذا، وقال أحد الحضور العباقرة بأنه يمكن  حل أزمة السد بإرسال محمد أبوتريكة وعادل إمام هناك!!، يا إلهي.. اجتماع رسمي بحضور رئيس مصر يتحول إلي سخرية وفضيحة، ثم نتعجب أن إثيوبيا تستقوي علينا؟

وتستمر الأحداث علي مصر، وتستمر إثيوبيا في بناء السد دون توقف، ونحن نتابع بالأقمار الصناعية مراحل بناء السد ونتابع إلي أي مدي وصلت خطورته!!، وبعد إعلان إثيوبيا عن تحويل مجرى النيل، بحيث يمر بجسم سد النهضة تمهيداً لبدء تخزين مياه للمرحلة الأولى وإنتاج الكهرباء طبقاً لما هو مقرر له، مازالت وزارة الرى المبجلة المصرية تجمع وتحلل الصور التى تم التقاطها للسد للتعرف على آخر ما انتهت إليه الإنشاءات بجسم السد وتجميع تفاصيل أكثر عن تحويل المجرى!!.

وكأن وزارة الري المصرية لا تعرف ولم تقرأ عن خطورة ما حدث، وقال الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى، أن هذا التحويل لا يعنى أبداً من الناحية الفنية تخزين أى كميات مياه أمام السد.. يا سيدي الوزير كفاية تهوين وكفاية جوانب فنية، نريد حلاً ودراسات ولا نريد كلاماً معسولاً نغرق فيه، فالواقع وإن كان ُمراً، خير بكثير من العسل إن كان وهماً،

 ألم تقرأ يا سيادة الوزير كلام الدكتور علاء النهرى نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة بأن 2 مليون فدان بمصر مهددة بالبوار، خلال فترة ملء خزان سد النهضة، وأن النتائج الأولية تؤكد أنه لو تم تخزين المياه خلال العامين الأوليين ستفقد مصر 20 مليار متر مكعب مياه بسبب التخزين،

ألم تقرأوا يا سادة ما جاء في الصحف الإثيوبية التي تلخص الموقف الإثيوبي ومفادها «أنه ليس هناك قوى على الأرض ستوقف بناء السد مهما حدث»، وأوضحت أنه «طبقا لبعض الخبراء العسكريين الإثيوبيين فإن السيناريوهات المحتملة ستكون إما أن يتقبل المصريون تقرير اللجنة الثلاثية وتنتهى المشكلة، أو أن يتم التفاوض حول السد تحت مائدة حوار دولية تشترك فيها كل دول حوض النيل، أما الخيار الثالث فسيكون استخدام مصر للخيار العسكرى من خلال تفجير السد بالطائرات العسكرية أو إرسال فرق الصاعقة، وفى هذه الحالة فسيكون رد إثيوبيا مماثلا من خلال إرسال طائراتها الحربية وقصف السد العالى وغيرها من الأماكن الحيوية»!!.. وعلامات التعجب هذه من عندي، إنهم مستعدون لكل السيناريوهات المحتملة في حدود رؤيتهم العقلية والمادية، فماذا فعلنا نحن لحماية مصر من العطش؟

ما يحدث الآن من تطور سريع للأحداث والمواقف يجعلنا نتساءل بقدر سرعة هذه الأحداث، والوقوف لو دقيقة نتأمل فيها هذا التطور، ونأخذ نفساً عميقاً كي نعرف أن نواجه هذه الأزمات وهذا التطور السريع في الأحداث ومجرياتها، لكي نجد حلولاً سريعة للأخطار التي تواجه مصر سواء علي المستوي الخارجي أو الداخلي.

[email protected]