عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

الإنسان هو ظل الله على الأرض.. الإنسان أهم عناصر الإنتاج.. الإنسان أعظم ما تملك الأمم من ثروات.. من أجل الإنسان خلق الله الأرض، وأسجد له الملائكة.. كلمات قرأناها جميعا وتظاهرنا بأننا وعيناها.. ولكن ما أحوجنا إليها اليوم بعد أن ضاعت إنسانيتنا.. وشوه أشباه البشر حياتنا.. فمن ينظر إلى حالنا اليوم، لا يمكن أن يصدق أن هذا البلد كان مهد الحضارة والإنسانية يوما ما.. فماذا حدث للمصريين؟ .. وكيف سقطنا إلى هذه الهوة؟!

حقيقة لم أتخيل أبدا فى أسوأ حالات التشاؤم أن يستمر انهيارنا الخلقى وتردى الإنسانية بداخلنا إلى اليوم الذى نرى فيه فقيرا يلقى تحت عجلات القطار لمجرد أن ليس معه نقود.. كيف فعلها ذلك الموظف؟.. ما الذى جرأه؟.. كيف فقد إنسانيته ورخص الإنسان فى عينيه إلى هذه الدرجة، لا أدري؟

لم أتخيل أن يعمل إنسان.. أو شبه إنسان، داخل مستشفى كقصر العيني.. حيث الألم والأنين.. والبؤس بكل معانيه، من فقر، لمرض وحاجة.. وبدلا من أن يرق لحال المرضى وذويهم.. لا يروقه أن يجد «المصري» مقعدا يستريح عليه إلى أن يأتى دوره للألم أو الموت.. فيصب له الزيت على مقاعد الانتظار.. ليحرم المتعبين من مجرد الجلوس لدقائق.. أى تشوه نفسى هذا وأى تدنٍ ضرب المجتمع ؟!

ولا يختلف هذا عن ذاك.. عن آخرين يمارسون اللاإنسانية من خلف مكاتبهم الوثيرة.. بأفعال وأقاول أشد غلظة وتدن من أشباههم فى الطرقات.. فجميعهم نبت الفساد، وحصاده.

والقضية لم تعد انحراف أفراد.. بل هواء فاسد نتنفسه جميعا.. وفى كل واحدة من كل تلك الوقائع المهينة للبشرية على كوكب الأرض.. لا يعنينى الحادث نفسه.. قدر ما يعنينى ملاحظة ذلك السقوط الحر للإنسانية بيننا.. فأن يكون ابنك كالطالب المتفوق محمد حسن عبيد.. الطالب بالصف الأول الثانوى بمدارس «ستيم» بمنوف.. يمضى فى طريقه للدرس وسط أحلام المجد والنبوغ والعبقرية.. وببساطة.. تصطدم قدماه بعمود كهرباء.. فيضربه بصدمة كهربائية عنيفة تودى بحياته.. إلى هنا فالحادث طبيعى جدا ومتكرر فى بلادنا.. و«الأعمار بيد الله».. أما أن تبلغ المسئولين عن أعمدة الكهرباء.. لكف أذاها عن بنى الإنسان.. فلا يقابلونك إلا بكل برود ولا يتحرك مسئول واحد.. ألا يعاقب أحد.. وأن يكون كل همهم فى إدارة الكهرباء التنصل من المسئولية.. وألا يتحرك أحد لعزل تلك الأعمدة التى باتت مصائد لأرواح البشر فى طرقاتنا.. ألا يستقيل وزير.. ولا ينتحر مسئول، فذاك والله مصاب آخر.

وأقولها مجددا إن كان من المستحيل أن نعيد كثيرا ممن يعيشون بيننا إلى مربع الإنسانية.. لتصلح حياتنا.. فليس أمامنا إلا القانون، وقضاء مصر النزيه ليقتص لنا ممن أفسدوا حياتنا.. وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.