عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أرى أن «السيسي» تأسى بسيد المرسلين فى كلمته بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، مصداقاً لقول الله  تعالي: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله  كثيراً»..

 اليوم يمر قرابة 15 قرناً على مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، ومازالت رسالته ملهمة للحضارات على اختلاف توجهاتها، لقد استخدم محمد رسول الله الحوار فى بناء القيم الإنسانية والإيمانية لتجنب سوء الفهم ونشوء الصراعات، حتى لا يترك للخلافات والخصومات مجالا للاتساع، ولكى يسارع لإطفاء نار الفتنة، وظل يدعو لإفشاء السلام، ويفضل إصلاح ذات البين، وترك لأمته ميراثاً للتربية، وكانت حوارات الرسول مع المسلم وغير المسلم وفى السلم والحرب، وفى الأمور العامة والخاصة، وربى أصحابه وأبناء أمته من بعده حتى لا يترك للخلافات والخصومات مجالاً للاتساع، ولكى يسارع إلى إطفاء نار الفتنة ظل يدعو الى إفشاء السلام.

ونحن الآن فى أمس الحاجة إلى الاقتداء بأخلاقه فى رحمته وعدله وصدقه وفى أمانته ورأفته، ورغم طغيان الشرك فى مكة، فالرسول لم يفقد الأمل والتفاؤل طرفة عين، ففى وقت الشدة والضنك يحث أصحابه على التفاؤل والأمل، فقد بعث عليه الصلاة والسلام ومكة تعج بالوثنية حتى كانت الأوثان والأصنام تحيط بالبيت العتيق ورغم المشقة كان الرسول يبعث الأمل فى النفوس.

وعندما نقتدى بخير البرية فى ذكرى مولده العظيم نحتاج إلى ثورة على المتاجرة بالدين والتفسيرات الخاطئة والمنحرفة لجماعات التطرف والإرهاب، وإعادة الخطاب الدينى إلى مساره الصحيح، ونعلم النشء من خلال الأسرة والمدرسة ودور العبادة أن يكون عادلاً لا يظلم، وأن يكون صادقًا لا يكذب، وأميناً لا يخون، ورحيمًا لا يقسو على أحد، ولا يفقد الأمل فى وقت الشدة  والضنك، وعدم الاستسلام لدعوات المحبطين.

الرسول الكريم علم الأمة أن الإسلام هو دين الأخوة الإنسانية والمساواة بين الناس وعصمة الدماء والأعراض، وحذر من فوضى الدماء والعبث بالأموال، وحرمة الملكية الفردية والخاصة، وحرمة الأسرة والعرض والشرف، كما حذر العالم من فوضى الدماء، ووضع دستوراً لحماية الدماء.

ولقد وضع «السيسي» دستور نبى الأمة أمامه عندما كان يتكلم فى ذكرى مولد خير الأنام باحتفال وزارة الأوقاف بهذه المناسبة العطرة، عندما دعا السيسى إلى عقد ندوة أسبوعية أو أكثر للنقاش فى الشأن العام من منظور دينى أو ثقافى أو فكرى أو اجتماعى أو سياسي، ويقوم الإعلام بتغطيتها لتصل إلى المواطنين، لفهم الشأن العام، فى ظل الظروف التى تمر بها منطقتنا ومصر، قال الرئيس نحتاج إلى أن نتحدث إلى شعبنا باستفاضة فى الموضوعات المختلفة، ونعطى الفرصة للجميع ليتحدث والكل يسمع، فهذه الدعوة من الرئيس للحوار هدفها بناء أمة والدفاع عنها وتطوير فهمنا للدين بدون تغيير الثوابت،  ومواجهة الفتن بالوحدة والتماسك.

أقوال النبى صلى الله عليه وسلم وضعها السيسى استراتيجيات عمل واتخذ من سيرته منهجًا فى الصبر والقوة،  عندما وصف السيسى جماعة الإرهاب بأن نفوسهم وقلوبهم مريضة ومنهجهم: يا نحكمكم يا نقتلكم، ولكن ذلك التخويف لن يثنى الشعب عن إرادته الحديدية فى المستقبل الأفضل، وسنعمل بأقصى ما يمكن لبناء الدولة ووضعها فى المكان اللائق، ولا نلتفت إلى محاولات التعطيل من أعدائنا، ونرد عليهم بالمزيد من العمل والجهد، ونواجه الفتن بالوحدة  والتماسك، ومحاولات الهدم بالعمل والبناء،  وإرادتنا لا تلين فى مواجهة الإرهاب ولا يشغلنا شيء عن تحقيق تطلعات الشعب.

إن الاحتفال بذكرى مولد النبى مناسبة طيبة للتأمل فى جوهر ومقاصد رسالة الإسلام، وعلى الإنسانية أن تفخر بهذا الرسول العظيم الذى حذر من الظلم ومن ظاهرة الثأر ومن العبث بالزمان ودوران الشهور، ما أعظم هذا الرسول الذى أثنى عليه الله، حيث قال له: «وإنك لعلى خلق عظيم»، نحن فى أمس الحاجة إلى الاقتداء بأخلاقه وبرحمته وعدله وبصدقه وأمانته ورأفته.