رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يشهد القرن الحالي تطورا معرفيا شاملا فرض تحدياته على جميع مجالات الحياة، ومنها المجال التربوي؛ فقد ساعدت وسائل الاتصالات الحديثة، بالإضافة إلى التقدم التقني الشامل على وجود هذا

التطور، مما أسهم في وجود معارف ومعلومات كثيرة وجديدة، ونتيجة لذلك ينبغي أن تمتثل المؤسسات التربوية لدورها المنوط بها في التصدي لمواكبة ومسايرة هذا الانفجار المعرفي الهائل، وإعداد القوى البشرية القادرة على التعامل معه بفكر ووعي وإبداع، ويتطلب ذلك استخدام مهارات متنوعة في التفكير، ومن أبرزها مهارات التفكير الإبداعي.

والتفكير بمعناه الواسع عملية بحث عن معنى في الموقف أو الخبرة، وقد يكون هذا المعنى ظاهرا ومباشرا حينا، وغامضا أو غير مباشر حينا آخر، ويتطلب التوصل إليه مزيدا من التأمل وإمعان النظر في مكونات هذا الموقف أو الخبرة، فهو يتطلب إستقصاء من نوع ما، فالفرد يحتاج التفكير للبحث عن مصادر المعلومات وفحصها والحكم على صحتها ودقتها، كما يحتاجه لاختيار المعلومات اللازمة للموقف، ثم توظيف هذه المعلومات في حل  المشكلات التي تواجهه.

والإبداع نوع من أنواع التفكير التي تتصل اتصالا وثيقا بالقدرة على التخيل؛ فالشخص ذو المستوى الأعلى من الإبداع يشارك جسميا وذهنيا في الأنشطة المتنوعة بطريقة ناجحة، ويستطيع الابتعاد عن الطرق المألوفة أو المعتادة أثناء حله للمسائل، كما يتطلب استخدام أدوات من أشخاص بارعين، وتطوير طرق وأفكار جديدة.

وقد تعددت التعريفات لمفهوم الإبداع، ، فقد عرف الإبداع بأنه العملية التي يصبح  فيها الفرد حساسا للمشكلات، والفجوات في المعرفة، والعناصر المفقودة، وتحديد الصعوبات، والبحث عن الحل، وتكوين التخمينات للفرضيات الممكنة حول الصعوبات، واختبار وإعادة اختبار هذه الفرضيات، وربط النتائج، واستنادا لذلك فإن الأشخاص المبدعين لديهم القدرة على التفكير بطلاقة؛ أي التفكير بعدد كبير من الأفكار وبسرعة، ولديهم مرونة في التفكير؛ أي استخدام الأفكار بطرق متنوعة وغير اعتيادية، ولديهم أصالة في التفكير؛ أي التفكير بطرق جديدة وغير مألوفة.

وتوجد عدة اتجاهات حول طبيعة التفكير الإبداعي حيث يرى أصحاب الاتجاه الأول أن التفكير الإبداعي يتمثل في إنتاج الأفكار الجديدة وذات النوعية العالية، ويرتبط بالقدرة على التفكير التباعدي، في حين لم يسلم أصحاب الاتجاه الثاني بأن التفكير الإبداعي مسألة مبسطة عن التفكير التباعدي؛ وذلك لأنه يرتبط بجوانب عقلية أخرى كحل المشكلات الإبداعي والذكاء، حيث يتأثر هذا النوع من التفكير بالخبرة، ويعتمد على تحديد المشكلة وتعريفها بشكل صحيح، إضافة إلى طبيعة الإدراك لدى الفرد المبدع، وطبيعة الأبنية المعرفية التي يطبقها أثناء العمل على المشكلة، كما يعتمد على الاستراتيجيات التي يستخدمها الفرد للوصول إلى حلول  إبداعية للمشكلات.

ويتكون الإبداع فى تعلم الرياضيات لاطفالنا من مجموعة من المهارات الإبداعية كالطلاقة، والمرونة، والأصالة في حل المسائل الرياضية ومعالجتها، ويتحدد تفعيل هذه المهارات بطبيعة المسألة الرياضية التي تقدم للطلبة؛ فالمسألة الرياضية البسيطة قد لا تتوجب إيجاد حلول إبداعية لأن إجابتها أو طرق حلها قد تكون موجودة مسبقا في مخزون الطالب المعرفي، وعلى النقيض من ذلك فإن بعض المسائل تحتاج إلى ابتكار حلول أو طرق حل جديدة، لذا يستطيع الطالب عندئذ الإتيان بحلول متعددة لهذه المسألة أي تتميز بالطلاقة، بحيث لا تقتصر هذه الحلول على جانب واحد إنما تشمل أوجه متعددة أي تتميز بالمرونة، ومن خلال تلك الحلول أو الطرق تظهر حلول جديدة أي تتميز بالأصالة. اذا فالطلبة المبدعون ينبغي أن يمتلكوا القدرة على إعادة تكوين المسائل، أو إيجاد مسائل بالاستناد للمسائل المطروحة، بالإضافة إلى امتلاك القدرة على التفكير المستقل والنشط.

اخيرا يمكنا توجيه رساله خاصه لمعلم الرياضيات أن المعلم الذي يسعى للعمل على تنمية التفكير الإبداعي في الرياضيات المدرسية لدى طلبته ينبغي أن يتقبل مجموعة من الأطر الفكرية التي تتمحور حول مبادئ منها: أن كل طالب قابل للتعلم، ولديه قابلية على القيام بنشاط إبداعي، وأن كل نجاح في أي نشاط إبداعي يعمل على زيادة مستوى الأداء. واقترح في هذا الإطار مجموعة من الأنشطة الأساسية التي تهدف إلى تنمية قدرات الطالب الإبداعية في حصة الرياضيات كتشجيعه على طرح الأسئلة، والبحث عن أكبر عدد ممكن من الحلول الأصلية للمشكلات الرياضية، وغيرها.