عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل:

 

 

 

بالعلم ومنطقية التفكير يمكن ترويض السيول الهادرة والأمطار الغزيرة وجعلها وسائل نعمة وفيرة لا أدوات تدمير وإتلاف.. كيف يمكن الاستفادة من هذه المياه المهدرة وحركتها المدمرة إلى عكسها وتعظيم استخدامها فى الزراعة والصناعة ومياه الشرب للانسان والحيوان!.. السيول المندفعة والتى لا تواجه بأساسيات علم وحكمة حماقة ما بعدها حماقة.. تعظم الاستفادة من كل نقطة بتدويرها المرة تلو الأخرى.. وترشيدها طبقًا لاحتياجات كل نبات وتقليل الفاقد.. فوفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة لهيئة الأمم المتحدة (الفاو F.A.O) Food& Agricultural Organization فكمية الأمطار التى تسقط على مصر يمكن تسميتها فى حدود 51 مليار متر مكعب ولم تنجح مصر على مدار كل السنوات الماضية من الاستفادة من هذه الأمطار! وإن كانت تغذى الخزان الجوفى بامتصاص التربة الأرضية لها.. أما تقارير وزارة الزراعة أن المتاح الممكن Available من هذه الأمطار هو فى حدود 13%.. ولكن أ. د. نادر نورالدين أستاذ موارد المياه بجامعة القاهرة- كما جاء بوفد 31/10/2019- يشير بأنه لا يتتم الاستفادة سوى بـ1.3 مليار متر مكعب فقط!.. أوضحت تقرير منظمة الفاو بضرورة الاستفادة من مياه الأمطار، حيث إن أمطار الساحل الشمالى وحدها تكفى لزراعة 2 مليون فدان، كذلك السيول التى تسقط على منطقة رأس غارب تكفى لزراعة 100 ألف فدان كذلك السيول التى تسقط على جبل علبه.. كانت وزارة الرى قد قررت إنشاء أكبر بحيرة لتجميع مياه السيول والأمطار بالغردقة والتى تزيد على 5 ملايين متر مكعب والمشروع ضمن خطة الحكومة وتشمل الخطة إنشاء عدد من السدود والبحيرات الصناعية بمحافظات البحر الأحمر والصعيد غير أن هذه المشروعات لم يتم حتى الآن الانتهاء منها، أما المناطق الصحراوية فيتحتم تجهيز مخرات للسيول بها بحيث تصب فى خزانات– المياه الجوفية لا تستطيع مصر الاستفادة منها بأكثر من 5.5 مليار مكعب حتى لا تصاب التربة بالتملح بعد فترة من الاستهلاك.. أما بخصوص سد النهضة الإثيوبى وفى نقاط أشير إلى مقالى بوفد 16/4/2014 بعنوان (الأصابع الصهيونية فى السد الإثيوبى) جاء بمطلعه هذه المقدمة: بداية سد النهضة على صورته الحالية عمل عدوانى ومخاطره اليقينية على مصر والسودان وإثيوبيا وما حولها فادحة وأتحدى أن يكون مجازًا علميًا من أى جهة علمية موثوق بها.. ولكن ليس معنى أن حصتنا من مياه النيل المحددة تمر فى أرض إثيوبيا أن يكون من حقها بأى شكل من الأشكال التحكم فيها.. إن منع نقطة مياه لنا تعنى الحرب.. إننا لا نعتدى ولا نحب العدوان!.. ولكن العقلاء لا يستكينون ولا يستهينون إذا أدركوا أن بوادر الشر والدمار توشك أن تلحق بهم.. نعم ليس من الحكمة التهديد بالحرب ولا نسعى إليها ولكن أيضًا يستحيل استبعادها تمامًا من قائمة الحلول إلا إذا كنا من الغافلين!.. والحوار الجدى وارد والمشاركة الإيجابية فى مشاريع التنمية بين دول الحوض عمل نهضوى.. وفى نهاية المطاف فكل «التلاكيك» الإثيوبية الحالية مرادها إيصال مياه النيل إلى إسرائيل.. لقد نبهنا فى أكثر من مقال منذ أكثر من عقد ونيف عن عبث الموساد الاسرائيلى فى أعالى النيل وربما كان مقالى (أطماع إسرائيل فى أعالى النيل) بوفد 30/12/1996 كان هو آخر المطاف!..