رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

من المشاكل الدراسية لعملية التطوير التعليمى هى قضية الدروس الخصوصية التى أصبحت ظاهرة مستفحلة فى المجتمع، وتشكل مصدرًا للقلق لدى أولياء الأمور والطلاب والمسئولين. وهى مشكلة تعانى منها بلدان متعددة بما فيها الدول العربية وعلى رأسها مصر. والدروس الخصوصية تعنى إقبال الطلاب على الدراسة على يد معلمين بعيدًا عن الفصل الدراسى. ووزارات التربية المتعاقبة خلال عقود طويلة فشلت فى إيجاد حل لهذه الظاهرة البشعة التى تتسبب فى هدر النظام التربوى والتعليمى، وتقلل من كفاية وفاعلية التعليم.

لذلك تتطلب ظاهرة الدروس الخصوصية القيام بالبحوث العلمية، واتباع منهج علمى له أساليب وخطوات وفق تسلسل ومعاينة لا ينبغى تجاوزها تشمل عمليات الملاحظة والتحليل والتفسير والتجريب والتسجيل والتعميم والتنبؤ للقضاء على هذه الظاهرة. المعروف أن ظاهرة الدروس الخصوصية تقلل من قدرة النظام التعليمى على الاحتفاظ بثقة الطلاب وأولياء الأمور بالمدرسة كمؤسسة تعليمية تهدف إلى تأدية رسالتها على أكمل وجه. كما أن تكلفة هذه الدروس تسبب أعباء اقتصادية خطيرة على أولياء الأمور.

كما أنها تشكل خطورة كبيرة من حيث إنها لا تتيح للطلاب الفرص المتكافئة من الناحية التحصيلية، وتؤثر على سلوكهم وتبعدهم عن جو المدرسة والمشاركة الجماعية، وبالتالى تؤثر على القدرة على التكيف الاجتماعى. والتفاعل مع المعلم ضرورة مهمة أثناء التدريس وهذا يتأتى من خلال المدرسة باعتبارها مؤسسة لها أهداف تربوية واجتماعية. كما أن الدروس الخصوصية تنجم عنها ظاهرة ضياع فى مدخلات التعليم من أموال وجهود بشرية واختلال فى التوازن. هناك دراسات تشير إلى وصف الدروس الخصوصية بأنها ظاهرة معقدة ناجمة عن العديد من الأسباب المتنوعة والمتداخلة، وتتفاوت من بيئة إلى أخرى ومن مدرسة إلى مدرسة.

الدروس هى كل جهد تعليمى يحصل عليه الطالب منفردًا أو فى مجموعة نظير مقابل مادى يدفع للقائم به. وأشارت الدراسات إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية منتشرة بين الطلاب أكثر من الطالبات لأن المعلمين أكثر إعطاء لها من المعلمات.

 الاعتقاد السائد لدى أولياء الأمور أن الدروس الخصوصية هى طوق النجاة لأبنائهم خاصة فى الثانوية العامة للحصول على المجموع المؤهل للجامعات بعد حالة الانهيار الشديدة داخل المدارس والتى تحدثنا عنها فى مقالات سابقة. كلنا يعلم أن التلاميذ والطلاب أنفسهم لا يعطون الفرصة للمعلمين الجادين داخل المدارس لأداء واجبهم ودورهم اعتمادًا على أن هناك بديلًا للمدرسة وهو الدرس الخصوصى، وهذه كارثة بعينها، وعن أسباب انتشار هذه الظاهرة سيكون حديثنا القادم إن شاء الله.

.. وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد