رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قنوات التليفزيون الفضائية والأرضية أصبحت تعانى من حالة تردٍّ فكرى وثقافى وإعلامى بصورة تدعو إلى الأسى والأسف ولكن قبل أى شىء تدعو إلى الخوف من مستقبل مجتمع وجيل كامل ظهرت أعراض مرضه الاجتماعى فى أنواع الموسيقى التى تستهويه وتجعله فى حالة فوران وهذيان وأيضًا السلوك الذى صار ينتهجه فى الشارع من ألفاظ وتحرش وعنف امتد إلى المدارس والجامعات، فلنا أن نتذكر أن هذا الجيل الذى عمره من 17 إلى 20 عامًا هو الجيل الذى كان فى مرحلة الطفولة إبان ثورة يناير وحالة الفوضى والعنف والإرهاب التى سادت الشارع المصرى خلال أكثر من أربع سنوات شاهد فيها ذلك الطفل كبارًا يرفعون الأحذية فى وجه رئيس سابق مخلوع ويتهمون الجميع بأقذر الألفاظ ويهينون الشرطة والجيش والقضاء والإعلام، هذا الجيل الذى كبر على مسلسلات وأفلام البلطجى والحوارى والكلبش والمخدرات وقتل وضرب ودماء متناثرة فى وجهه ليل نهار على الشاشات والأفلام والشارع وفى المواصلات مهرجانات وإسفاف وتدن لفظى على شبكات التواصل وسباب، ثم يذهب إلى المدرسة ليجد تسيبا واسترخاء، وخوف إدارة ومديرين ومدرسين يخشون التصدى لهؤلاء البلطجية الصغار.. خوفًا من عيلة أو شلة أو إدارة لن تنصف المدرس أو المدرسة أو من إعلام سوف يجلد الأستاذ ويتهمه بالتسيب أو الفساد وأنه يريد دروسا خصوصية أو مجموعات تقوية ولهذا يتعامل بقسوة وعنف مع التلاميذ والطلاب أو أنه فاشل ضعيف لا يعرف كيف يتحكم فى فصل مكون من 70 إلى 90 مراهقا لم يتلقوا أى تربية أو تقويم فى بيوتهم بعد أن خرجوا إلى الشارع والقهاوى والكافيهات ليمضوا بقية ساعات الليل والنهار على شاشات التليفزيون أو الإنترنت يلعبون ألعاب العنف والدم أو يتابعون مسلسلات القتل والبلطجة أو يسمعون أغنيات المهرجانات والمخدرات.. ثم نقول أننا نريد بناء الإنسان المصرى.. لن أتطرق إلى قضية التعليم فى المدارس وتأهيل المعلم والإدارة الحازمة والمناهج والحضور والامتحانات والتابلت وكل تلك القضايا الحيوية ولن أتعرض أيضًا إلى النشاط الطلابى فى المدارس من موسيقى وغناء ورياضة وفنون بصرية وسمعية وتشكيلية ومسرح مدرسى وزيارات للمتاحف والمزارات الثقافية ومكتبة المدرسة لتشجيع القراءة الأسبوعية ولن أذكر أهمية جميع تلك الأنشطة التى هى جزء رئيسى من تكوين الفرد وتشكيله حين فشلت معظم المؤسسات الرسمية فى هذا، فلماذا لا نذكر أن جزءا هاما وحيويا ورئيسيا فى ما نحن عليه الآن هو غياب الثقافة الحقيقية من فنون وآداب وقراءة فى المدارس وعلى الشاشات الإعلامية التى لا تعرض إلا الأكل والطبخ لأن كل قناة لها وصفات وطباخين وطباخات حتى البرامج يدخل فيها الطبخ والريجيم والأعشاب والتجميل وأنواع الكريمات والبرامج الأخرى شيخ وفتوى وأسئلة وأجوبة وتفسير أحلام... هكذا نكون الفرد وهكذا نبنى الطلاب والتلاميذ فكريًا ووجدانياَ وسلوكيًا ثم يأتى الإعلام فيجلد الأستاذ والمدرس كما جلد الضابط من قبل ويعظم من اللاعب والممثل ويفرد مساحات برامج كاملة للنجوم والنجمات واللاعبين ومسابقات لاختبار مواهب الرقص والغناء وليس أصحاب الفكر والإبداع والعلم.. لن ينصلح الحال وليس لدينا رؤية أو فكر أو خطة من قبل الدولة للإعلام وللثقافة وخريطة ثقافية إعلامية محددة الأهداف والرسالة والوقت المخصص للتنفيذ.. انتظروا المزيد من الرقص والتعدى داخل الفصول والمحاضرات ومزيدا من الهجوم على الأساتذة والمدرسين فهى جميعًا حلقة من سلسلة فوضى مجتمعية ممنهجة.. إننا نعيش فى مدرسة مشاغبين كبرى.