رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

من جديد.. يحدثنا وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى.. عن «المؤامرة الكونية» للنيل منه.. وتشويه إنجازاته.. عن طريق اجتزاء تصريحاته وتأويلها فى اتجاه غير حقيقى يخالف ما يقصده.

وفى هذه المرة.. يزيد الوزير على حديثه المكرر هذا أنه يعانى من «التربص والتنمر وتشويه الأفكار».. من جانب الإعلام والسوشيال ميديا.. وأن هذا الأسلوب أصبح يشكل بالنسبة له «حملًا ثقيلًا على الفكر والبحث».

•• هكذا

كتب الدكتور شوقى فى صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».. ردا على «ما نسب إليه» من تصريحات عن طلاب الثانوية العامة بأن «التابلت مبوظهمش وهما بايظين لوحدهم».. وأن «70%، من الدواعش خريجو هندسة».. وهى تصريحات وردت على لسانه خلال مشاركته فى افتتاح دورة تدريبية لمعلمى التربية الدينية بالتعاون مع وزارة الأوقاف.

كعادته قال الوزير إنه فوجئ «بعناوين مجتزأة تستهدف الـ«ترافيك» على مواقع التواصل وفى نفس الوقت تهدر الموضوع المهم والفلسفة وما دار فى هذا النقاش العميق جدا».. واصفا اجتزاء وتأويل هذه الأقاويل فى اتجاه غير حقيقى بأنه «عبث».. وأنه لم يقصد البتة ما تم نشره منسوبا إليه.

وكانت هذه العبارات المنسوبة إلى وزير التعليم قد أثارت جدلا واستهجانا واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعى.. وخاصة حديثه عن «الدواعش المهندسين».. وتساءل الجميع: من أين جاء الوزير بهذه الإحصائية.. حيث لا يوجد شخص واحد فى العالم لديه أى معلومات عن تفاصيل بنية تنظيم داعش الإرهابى.. ومن بينها تصنيفهم حسب مؤهلاتهم العلمية.. لكى يجزم بأن 70% منهم مهندسون أو أطباء أو غير ذلك؟!.

•• وللأسف

ليست هذه هى المرة الأولى التى يثير فيها الدكتور طارق شوقى الجدل بتصريحاته التى يتراجع عنها.. ثم يشكو من اجتزائها أو تشويهها أو تأويلها.

من قبل كال الوزير الاتهامات لنصف العاملين فى وزارته.. بالسرقة وانعدام الشرف والكفاءة.. وقال فى حوار صحفى مع أحد أكبر الصحفيين المتخصصين فى مجال التعليم وبحضور رئيس تحرير واحدة من كبريات الصحف القومية إن 80% من قوة العمل لديه البالغة مليونا و700 ألف شخص بلا فائدة.. ويمكن الاستغناء عنها والاكتفاء بالنسبة المتبقية.. وعندما غضب المدرسون والعاملون بالوزارة.. وثاروا لكرامتهم المهدرة.. وكاد الأمر يتحول إلى نزاع قضائى مع الكيانات النقابية التى قررت اللجوء إلى المحاكم لاختصام الوزير.. تنصل الدكتور طارق من تصريحاته.. وأنكرها رغم أنها مسجلة.. ويومها نصحنا السيد الوزير بأن يحسب كلماته ويدقق بياناته.. ويتحدث بلا مبالغة أو تهويل أو تهوين.. بدلا من أن يورط نفسه فى أحاديث وتصريحات «غير محسوبة العواقب».. ثم يتراجع ويسوق الحجج التقليدية.. مثل أن كلامه جرى فهمه خطأ.. أو أنه اجتزئ من سياقه.. أو تم تحريفه أو تحميله بغير ما قصد من معان.

•• لكن

الوزير لم يسمع النصيحة.. وسمعناه مرة أخرى يدلى بتصريحات فى لقاء تليفزيونى أجرته معه الصديقة الإعلامية لميس الحديدى.. معلقا على الهجوم الذى يشنه «البعض» ضد مشروعه لتطوير التعليم.. ومؤكدا أن نظام التعليم الجديد الذى وضعه «يهز عروش المصالح والفساد والأنانية المطلقة وهناك دول ليس من مصلحتها تطبيق هذا النظام الذى سيحقق التنمية لمصر».. حيث أراد الدتور طارق إقناعنا بأنه يخوض معركة ضد «دول» لا تريد لمشروعه النجاح.. وأن من يهاجمونه هم عملاء هذه الدول المعادية التى ليس من مصلحتها تطوير التعليم فى مصر.. ويريد أن يستنفرنا معه فى هذه المعركة الوهمية ضد «طواحين هواء» يتصور أنها «أشباح» لا تحاربه هو.. بل تحارب مصر..!!.

وسمعناه أيضا يتحدث فى تسجيل فيديو تم بثه عبر الصفحة الرسمية للوزارة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».. عن «انبهار العالم» بالتجربة المصرية لتطوير التعليم.. وانها لفتت انتباه العالم بشكل كبير.. قائلا «اللى عملناه فى سنة خلَّى العالم يبص لنا».. مضيفا: «إن التجربة المصرية فى تطوير التعليم تتميز بسرعة التركيز التى أشاد بها  العالم».. و «أن هذا الأمر جذب اهتمام  الدول الأخرى وأعطى لهم الأمل فى إمكانية تطبيق نفس الشيء فى بلادهم».

وعندما كتبنا متسائلين: ما هى.. تحديدا.. هذه الدول التى انبهرت بتجربة «التابلت» المصرية الفاشلة.. وطلبت تطبيقها لديها؟.. لم نجد إجابة من السيد الوزير..!!.

•• الحقيقة

إننا احترنا فى أمر تصريحات الدكتور طارق شوقى.. هل نحن فعلا الذين «لا نفهمها» أو «نفهمها غلط»؟.. أم أن هناك «مشكلة تعبير» لدى الوزير تضعه فى مثل هذه المآزق المحرجة المتكررة؟.. فى تقديرنا أن الدكتور طارق لا يعانى من «التنمر» فعلا مثلما يقول.. لكنه يحتاج ضبط خطابه الإعلامى والسياسى.. أو يكتفى بالتواصل الجماهيرى عن طريق حسابات «السوشيال ميديا» إذا كان يفضل الكتابة على الحديث الشفهى.. وإنهاءً لهذه «المعاناة النفسية» التى يشعر بها.