رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

فى مقالة سابقة عن غضب صحافة هولندا من «عمرو أديب» تناولت كيف تعاملت مُعظم وسائل الإعلام فى هولندا مع قضية الزائر الهولندى الذى ثبت قيامه برصد وتصوير ومُراقبة ميدان التحرير فى العاصمة المصرية القاهرة، من أعلى فى أحد فنادق العاصمة المصرية باستخدام طائرة بدون طيار، مُخالفًا بفعلته الأعراف والقوانين.

وتساءلت عن: ماذا سيكون الحال فيما لو وجهنا إساءات لشخصية إعلامية هولندية، وتدخلنا فى الشئون الداخلية الهولندية ووعدت بالعودة لاستكمال هذا الموضوع.

حينما أمسك مواطنون مصريون بالصحفية الهولندية Rena Netjes «رينا نيتيس» بسبب شكوكهم فى نوعية وأسلوب جمع معلومات قالت إنها بهدف «إعداد تحقيق صحفي عن البطالة فى مصر»، وألقت الشُرطة القبض عليها فى مدينة الرحاب بمنطقة «فور كوست» وبالتحديد فى مقهى اسمها «ألف ليلة وليلة» نفت اتهامها بالتجسُس، كان ذلك فى عام 2013، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لا تمُر مناسبة تخص الشأن الداخلى المصرى سواء كانت حقيقية لحدث واقعى، أو مُصطنعاً إلا وتقوم هذه الســيدة بكيل الاتهامات للإدارة السياسية المصرية، والإساءة لمصر التى عاشت فيها أكثر من 10 سنوات وتقول «وفق كلامها أنها تحب مصر أكثر من بلدها هولندا»...؟!

لن أتحدث هنا عن مقصدها الحقيقى آنذاك حينما كانت تستفسر عن مدى معرفة آراء الشباب فى قضية البطالة فى مصر، والحوار معهم عن الحالة الاقتصادية والحالة المعيشية، وإدارة الرئيس الراحل محمد مرسى للبلاد، وضعف الدخل الشهرى للموظفين، لأننى لم أكن فى موقع الحدث، لكن حدس الشباب وشكوكهم بالتأكيد لم يكن من فراغ، ويقول المثل: «مفيش دُخان من غير نار»، كما أن صاحب المقهى اتهمها صراحة بالتجسس، وأنها تجمع معلومات عن مصر.

وحينما تم عرضها على النيابة تم إخلاء سبيلها بعد التأكد من أنها صحفية فى إحدى الصحف الهولندية، وبذلك تعامل النائب العام وفق القانون، على الرغم انه بتفتيش تليفون الموبايل الخاص بها، وجدوا أسماء نشطاء سياسيين، ورسائل من أحزاب سياسية مختلفة، ورسائل من بعض الأحزاب، وبها كلام عن إسقاط النظام، إضافة لصور لها فى ليبيا، ومعها سلاح كلاشينكوف.

ومؤخرًا أيضًا أفرجت السُلطات الأمنية المصرية عن الهولندي Pieter Bas Habes «بيتر باس هابس» الذى كان تم القبض عليه فى مصر يوم 22 سبتمبر الماضى لاستخدامه طائرة بدون طيار لتصوير ميدان التحرير، وغادر مصر عائدًا إلى بلده هولندا دون إدانته على الرغم من مُخالفته القوانين، واعترف فى برنامج «الحكاية» الذى يقدمه الإعلامى المصرى عمرو أديب على قناة «MBC مصر» بأنه كان يصور الاحتجاجات ضد النظام المصرى، وشنت بعض وسائل الإعلام الهولندية حملة على أديب، ولم تسلم أيضا الإدارة السياسية المصرية من الاتهامات الباطلة، وهو الأمر الذى تناولته فى مقالتى السابقة.

شهدت الأيام الأولى من أكتوبر الجارى مقتل شاب مصرى بأمستردام فى ظروف غامضة، وحتى اليوم لم تعلن الشرطة الهولندية عن تفاصيل وملابسات الجريمة، ولم يتم القبض على الجانى أو الجُناة، وقمت أنا وآخرون بنقل الخبر مُجرد، ولم نتهم السلطات الهولندية بالتقصير والخلل الأمنى، ولم نتدخل من قريب أو بعيد فى الشئون الداخلية ولا السياسية لهولندا، ليس ذلك فحسب بل كثير من الأحداث والقضايا الكثيرة التى شهدتها هولندا خلال السنوات الأخيرة نطالعها وننقلها لوسائل الإعلام المصرية بحيادية وموضوعية دون التعرض لأمور تمس هولندا.

[email protected]