رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

كثرت فى الآونة الأخيرة الشكوى من تدنى مستوى التعليم بمراحله المختلفة، من ابتدائى وإعدادى وثانوى، وأصبح حديث الأسر المصرية هو مشكلات التعليم والمنظومة التى تحكمه، والمعاناة القاسية من الدروس الخصوصية التى تلتهم ميزانية الأسر، بالإضافة إلى ارتفاع نسب القبول بالجامعات سنوياً.

وهناك انتقادات لاذعة للعملية التعليمية ومنظومتها، وبدأت الجمعيات الأهلية تسعى إلى التدخل فى العملية التعليمية، وتنشئ مدارس بمواصفات خاصة بدلاً من الكوارث الموجودة بالمدارس الحكومية. لقد افتقدت المدارس المواصفات الخاصة التى تتناسب مع تأهيل الخريجين لسوق العمل. كما افتقدت المدارس الدور المنوط بها، وتحولت إلى مبان غير مجهزة أو مهيأة للعملية التعليمية فلا توجد معامل، ولا ملاعب رياضية، ولا قاعات للأنشطة المختلفة سواء كانت موسيقية أم فنية أم زراعية وغيرها من الأنشطة باستثناء بعض مدارس اللغات التى تكوى الآباء وأولياء الأمور من ارتفاع مصاريفها الدراسية. هذا ما يسود كل مدارس الجمهورية خاصة فى المحافظات، اللهم إلا القليل المجهز فى القاهرة الكبرى.

وعن حال المعلمين فى هذه المدارس فحدث عنه ولا حرج، حيث إن أغلبهم غير مؤهلين علمياً وتربوياً للقيام بمهمة التدريس الجليلة، وبات الهدف الرئيسى عندهم هو البحث عن الدروس الخصوصية وتحولت المدارس إلى مكان يجمع التلاميذ بمعلميهم من أجل الاتفاق على الدروس الخصوصية، وانعدمت عمليات الشرح داخل الفصول لدرجة أن تلاميذ الثانوية هجروا المدارس، واكتفوا بالدروس فى منازلهم، وعلى ولى الأمر الدفع مضطراً من أجل أن يضمن لأبنائه النجاح. حالة المدارس باتت لا تسر حبيبا ولا عدواً، وبسبب ذلك لا بد من إجراء عملية نسف لهذه المنظومة التعليمية الفاشلة التى خلقت فجوة عميقة وخطيرة بين احتياجات سوق العمل والخريجين.

الانهيار الحاد فى المنظومة التعليمية يحتاج بالفعل إلى ثورة حقيقية فى التعليم، فلا يجوز أبداً لأمة تسعى لبناء دولة حديثة فى ظل هذه المأساة التعليمية التى لا تتناسب أبداً مع أى فكر للتطوير والتحديث.. الأمر لم يعد يحتمل أى تأخير أكثر من ذلك وإلا ستزداد الكوارث بشكل مخيف، وتفشل عملية البناء التى بدأتها مصر الجديدة، وهذا ما دفع الدولة لفتح ملف التعليم، فكلنا يعلم أن مفتاح التقدم والتطوير، ومفتاح أى نهضة لأية أمة هو الاهتمام بالتعليم.. وكلنا يذكر ما فعله محمد على باشا الكبير عندما أراد بناء مصر القوية الحديثة، فبدأ بالتعليم. وكلنا يذكر البعثات المصرية التى أرسلها إلى فرنسا لتنهل من ينابيع العلم الحقيقية، وتأتى إلى البلاد لتقيم حضارة جديدة لأبناء الأمة المصرية.

وللحديث بقية.

 

رئيس حزب الوفد