لعل وعسى
لا شك أن مصر وعلى مدار التاريخ هى الأمل والحلم الذى يداعب الباحثين عن حكم العالم استنادا إلى قناعتهم وعلمهم أن مصر بها من الكنوز والموارد ما يجعل أى انسان تجتمع لديه الإرادة والعلم يستطيع أن يسيطر على العالم والدليل أن كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والصين تعانى من المشكلة الاقتصادية التى تتلخص فى مشكلة الندرة اى صعوبة الموازنة بين موارد الدولة المتناقصة واحتياجات السكان المتزايدة كل الدول تعانى واقعيا من هذه المشكلة التاريخية لكن مصر الوحيدة على الأرض التى لا تعانى من هذه المشكلة ولكن تعانى من مشكلة ضعف ونهب هذه الموارد فمصر التى قال الله تعالى على لسان النبى يوسف اجعلنى على خزائن الأرض ولم يقل اجعلنى على خزائن مصر فالاختلاف كبير جدا ويؤكد المعنى أن الله اختص مصر بالخزائن التى وضعها فى الأرض وهذه الخزائن خلقها الله فى أربعة أيام فى حين خلق الله الأرض والسموات فى يومين فى إشارة تبدو للمهتمين مدى عظمة موارد وكنوز مصر ويؤكد ذلك قول قارون لقومه بنى إسرائيل مستعرضا حجم الكنوز التى أوتيت له إنما اوتيته على علم عندى. إذًا استخراج هذه الموارد لابد وأن يسبقه العلم وحكم مصر لا بد وأن يسبقه جريان النهر تصديقا لقوله تعالى على لسان فرعون مصر أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى. نعم التاريخ يؤكد أن أعداء مصر حاولوا النيل منها باغتصاب مواردها على مر التاريخ بحجة العلم وبرع فى ذلك قارون وقومه من اليهود الذين استولوا على ذهب المصريين بحجة العلم نقول ذلك لأجيال مصر الحالية التى يجب ان تؤمن بأن مصر بلدهم لديها الكثير لتعطيه لهم بشرط انتمائهم وولائهم لهذا البلد العظيم، هذه الأجيال يجب أن تعرف أيضا أن أعداء مصر حاولوا النيل من استقرارها بالنيل من نيل مصر لنشر الفوضى وعدم الاستقرار الاجتماعى وبالتالى إضعاف حجة الحاكم فى حكم مصر بأن الأنهار تجرى من تحته أى أنه ضامن لحكمه بتوفير الأمن المائى لشعبه.
موارد مصر ونيلها أهم ما اختص به الله مصر وقد حافظ الأجداد عليهما، فهل يستطيع الأحفاد تحقيق هذا الهدف فى ظل عالم نصارع فيه من أجل البقاء وسط مجتمع دولى لا يرحم الضعفاء عالم يؤمن بمنهجية هتلر التى رفعها فى وجه تشمبرلين رئيس وزراء إنجلترا لا تكن ضعيفا ولا تدع غيرك يظن بك الضعف نعم استطاع هتلر بهذا المبدأ أن يفجر حربا عالمية ثانية قتلت وشردت الملايين والاهم أنها أسست عصابة الأمم المتحدة التى كسحت الألغام أمام القطب الأوحد ليسيطر على أكثر من نصف ثروة العالم ليحل محل الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس فى ظل استراتيجية سد الفراغ محل إنجلترا ولكن لم يكن هتلر المانيا هو السبب بقدر ما كان ضعف واستسلام تشمبرلين إنجلترا التاريخ يؤكد أن مصر قوية بخاصيتين منحهما الله لمصر، الموارد العظيمة والنيل الذى ينبع من أرض الحبشة هذه الأرض الطيبة حتى وإن خرج منها أبرهة بكيده العظيم ولكن يكفينا فخرا أن هذه الأرض خرج منها النجاشى الذى حاز على أعظم جائزة فى التاريخ أكبر من نوبل نفسها وهى جائزة الملك العادل التى منحها له النبى محمد صلى الله عليه وسلم. الآن ونحن على خلفية وضع جدار متمثل فى سد النهضة،هذا الجدار يحمل شعورا بالرهبة بطله الحقيقى الحوار الذى سيفقد نتيجة حالة العزلة التى سيخلفها جدار السد عزلة تمثل العجز الإنسانى أمام فكرة جدار السد فهل ينجح الشعبان المصرى والإثيوبى فى أن يشعر كلاهما بالآخر ويستشعر حرارة وجود الآخر ويمده بالأمل بالرغم من وجود جدار السد يمنع الصوت والرؤية والحوار. الماضى يقول إن الجوار غلب الجدار والحاضر يقول إن الحوار يغلب الجدار والمستقبل يقول إن الإصرار سيغلب الجدار.
رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية