الأردغانية العثمانلية

بعد أن أضاع حاكم تركيا ما بيده وأحال اقتصاد بلده من انتعاش إلى آخر منحدر وهبوط سعر عملتها فى الأسواق العالمية وبعد أن أهان جيشه ووضع قادته فى السجون بدعوى انقلاب مزعوم وبعد أن عم الفساد فى حاشيته بدأ ينظر إلى ما فى يد غيره!.. ما أن بدا أن غازا ظهرت بوادره حول قبرص، اندفع إليها بوحدات من البحرية التركية ليقضم الجزء الأكبر من الكعكة المنتظرة بدعوى حق أتراك قبرص!.. وامتدت عيناه أيضا إلى سوريا ولم يعدم وسيلة ليبرر بها ما انتواه وأنفذه!.. فتوقه غير السوى لنوستالجيا Nostalgia الخلافة الاسلامية، وهو وضع يستحيل استرداده.. فقام بغزو سوريا واعتدت آلته العسكرية المدججة بأسلحة الناتو، حلف شمال الأطلنطى North Atlantic Treaty Organization مستهدفا أربعا رئيسية: 1- ابتلاع جزء من الأراضى السورية 2 – شق الصف العربى واستفزازه 3 – تدعيم عملى لجعل نوستالجيا حلم الخلافة له بدايات أمر واقع!.. واضح أن العدوان مدعوم بأموال دويلة تعوم على بحر من الذهب الأسود.. هذه التداعيات تتعدى سوريا إلى كل محيطها الاقليمى كما تؤخر مسار العملية السياسية بسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254!.. والسيد أردوغان يهدد دول أوروبا التى أدانت سلوكه ومسلكه بفتح أبواب اللاجئين السوريين وارسال 3٫6 مليون لاجئ لها!!.. لقد أعلنت الخارجية المصرية بكل وضوح أن ما تفعله القوات التركية فى شمال شرق سوريا هو اعتداء صارخ غير مقبول على سوريا دولة وشعبا ووطنا وعلى سيادتها الكاملة على كل أراضيها ويتنافى مع القانون الدولى والشرعية الدولية.. وأدانت الجامعة العربية هذا الاعتداء الزنيم، المواجهة يتحتم أن تكون سياسية ودبلوماسية واقتصادية واعلامية.. المخاطر محدقة بالمشرق العربى كما المغرب العربى بكل وضوح.. لم تفلح تركيا حتى الآن بالسيطرة الكاملة على مدن سوريا والاشتباكات ما زالت مستمرة وأكدت قوات سوريا الديموقراطية الكردية «قسد» أنها أسقطت طائرة مسيرة فى قرية قصر ديب بديرك وأعلنت أن القصف التركى كال سجنا بمدينة القامشلى يضم دواعش من ستين دولة وهذا يساعد التنظيم الإرهابى الذى تحتجزه قوات قسد ويضم الآلاف من المقاتلين وأفراد عائلاتهم فى السجون والمخيمات..