رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

على طريقة الحكى الشعبى عندما تكون الحكاية مضحكة رغم مأساوية مضمونها، تحكى الكاتبة والشاعرة «ماجدة سيدهم» أن صديقنا المشترك الدكتور الباحث والمترجم المقيم فى بلاد الفرنجة «رشدى دميان»، أنه وفى زيارة خاطفة لوطنه السكندرى، حكى لنا الدكتور عن حوار دار بينه وبين سائق سيارة أجرة، أنه بينما كان يتابع المشهد اليومى عبر نافذة (التاكسى) وهو يتحسر ويتأسى على ما آلت اليه شوارع مدينة الإسكندرية من حالة تردى وإهمال، وبينما كانت السيارة تمر بأحد التماثيل المتربة وغير الواضحة المعالم، بادرنى السائق بهذا السؤال: إنت تعرف التمثال ده بتاع مين يا باشا؟ فأجبته بدورى لا أعرف، فقال على الفور وهو سعيد فى قرارة نفسه بأنه يعرف ما لا يعرفه غيره من الناس «ده تمثال إسكندر الأكبر اللى بنى الاسكندرية، وعلى فكرة، هو بناها من نحو ١٠٠٠ سنة فاتت وهو كمان اللى عمل التخطيط بتاع الشوارع دى»، ثم استطرد قائلاً: وكمان البحر المالح كان موجوداً على الناحية اليمين، مش على الناحية الشمال زى دلوقتى، يقول الصديق «د. رشدى» إنه هنا أدرك تماماً أنه يركب مع سائق سيارة أجرة مختل عقلياً، أو بدون عقل على الإطلاق، وفيما راح السائق يسترسل فى التأكيد على معلوماته هذه، سأل السائق - عندما لاحظ أن بعضاً من مظاهر الأناقة تبدو عليه: إنت اتخرجت من أى كلية؟ فرد عليه «لا، لا مؤاخدة انا ما تعلمتش خالص، قال له: طيب إزاى بتسوق سيارة أجرة وإنت لا تعرف لا القراية ولا الكتابة؟ أجاب عم مصطفى، وهذا هو اسمه: بالبركة كدا حضرتك.. زى الاسكندر بالظبط ما بنى الاسكندرية برضه بالبركة.. طيب إزاى أخدت رخصة السواقة؟.. شوف حضرتك، أنا رحت لواحد مدرس طيب ما يتخيرش عن سيادتك، ودفعت له مبلغ كده لا مؤاخذه، فقام كتب لى الشهادة بتاعة (نحن الأمية) هنا أجابه الصديق رشدى دميان بقوله «فعلا معاك حق، هو كده تمام، فعلاً إحنا فى زمن (نحن الأمية) !

لقد أظهر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الأميين فى الفئة العمرية ١٠ سنوات فأكثر بلغ نحو ١٧.٢ مليون نسمة عام ٢٠١٤، منهم ١١ مليوناً من الإناث، موضحاً أنه يوجد فرد من بين ٤ أفراد من السكان أمى بما نسبته ٢٥.٣٪ لتكون نسبة الذكور ١٧.٨٪ مقابل ٣٣.١٪ للإناث.

وفى مصر تعود جهود محو الأمية منذ النداء الأول لعلى مبارك من خلال أول وزارة للمعارف عام ١٨٦٨ لمناهضة التخلف ونزع عار الأمية بوجهها القبيح عن أبناء شعب مصر منذ ما يقرب من قرن ونصف القرن من الزمان..

[email protected] com